في قلب سوق النبطية، الذي كان له حصة كبيرة من آثار الحرب التدميرية، فتح فرن "السيد" الشهير أبوابه بعد ساعات معدودة من سريان مفاعيل قرار وقف إطلاق النار لاستقبال أهالي المدينة العائدين بالآلاف من نزوح دام لأكثر من ٦٠ يوما.
الشاب فضل السيد، صاحب هذا الفرن كان من أوائل الذين عادوا إلى النبطية لتلبية حاجات أبناء مدينته الذين فقدوا القدرة على الطهي في منازلهم لأسباب عدة أبرزها تضرر مطابخهم جزئيا أو كليا والشح في مادة الغاز فتوافدوا بأعداد غير مسبوقة إلى هذا الفرن الذي تحول إلى مطبخ المدينة لأيام عدة، خصوصا أن غالبية أصحاب المطاعم والأفران في المدينة لم يستطيعوا إعادة فتح أبوابهم إلا بعد أسبوعين من انتهاء الحرب.
في هذا التقرير يتحدث فضل لـ"سلام وكلام" كيف استطاع تلبية الناس ومراعاتهم في أسعار المناقيش في تلك الفترة مؤكدا على الدور الكبير الذي يمكن للفرد أن يلعبه في بيئته ومجتمعه داعيا أبناء النبطية والجوار للعودة الى مناطقهم ليبعثوا الحياة فيها من جديد.
قصة السيد عينة عن التكاتف الاجتماعي الذي غالبا ما يظهر في أحلك الظروف والمساهم في تعزيز السلام داخل المجتمع اللبناني.