لدينا حروب بين «الوكلاء الحصريين» في كل المجالات، السياسية والاقتصادية والتجارية والطائفية والمذهبية والمخابراتية...
لدينا حروب بين كل منا و«الآخر»، أي آخر كان، فالاختلاف ممنوع...
لدينا حروب على الثغرات الممتدة بين حدود ما اقتسم من بلادكم وجعل «وطننا»، وبين حدود الحبيبة، حاضنة دمشق وحلب وسائر المدن السورية.
لدينا حرب محقّة واحدة، تكاد تصبح منسيّة في نفوس معظم أبناء هذه الأرض. حرب من أجل فلسطين، ولها، لعلّها إن تحرّرت تحرّر معها كل كائن حيّ، يحيا ما بين حدود الماء والماء، من المحيط إلى الخليج، من أقصى المغرب العربي إلى أقصى شرقه، فجنوبه وخليجه.
لدينا الكثير من النقص في الأخلاق، والإيمان، والوفاء، والذاكرة، والصدق، والعلم والثقافة والمقدرة على التغيير.
نقصٌ في الذوق، وحب الحياة الكريمة، وحسّ المشاركة، والتخطيط للغدّ.
نقص في الثقة بالذّات، الفردية والجماعيّة.
نقصٌ في حب الذّاتِ أساساً، وفاقد الشيء لا يهِبه.
لدينا نقصٌ مرَضيٌّ بالأمل.
لدينا صغائر تشغلنا بِعَتَهٍ عمّا سواها مهما استُحِقّ.
لدينا كبائر تُرتكب بلا حسيب أو رقيبٍ، أو رَفّةِ عين.
لدينا صغار يتلهّون بنا.
لدينا كبارٌ قرّرنا أن نصغّرهم.
لدينا ظلمٌ كثيرٌ، فكيف يمكننا أن نُنصفكم؟
ذلك بعضُ ما لدينا، فماذا نُعطيكم؟