تنصّ استراتيجيّة التنمية المستدامة في ألمانيا على أّنّه حتى عام 2030، "سيتعيّن بذل جهود أكبر من ذي قبل للوصول إلى جميع الأشخاص والسكان المحرومين، ومواجهة عدم المساواة المتزايدة".
كشفت جائحة كوفيد-19 عن الأهمية الكبيرة لتعزيز التوعية لضمان الإعتراف بحاجات الفئات الأكثر ضعفاً وقدراتهم، ومعالجتها من خلال السياسات والخدمات والبرامج.
لهذا السبب، نحن نؤمن بالمبدأ الشامل المتمثّل في عدم ترك أحد يقبع في المؤخرة، والوصول إلى الناس الذين لديهم أقلّ فرص للتنمية أولاً، والتركيز على النُهج القائمة على الحقوق في التنمية، والإدماج، والتماسك الإجتماعي. ونحن ملتزمون العمل بشكل تعاوني لدفع أجندة التغيير، وضمان أن تكون سبل العيش، والحقوق، والإعاقة، والجنسانية، والعمر، في صميم هذا التغيير.
وبما أنّ الأحداث ما زالت تتواصل ويتمّ تشويهها، فإننا نعتقد أنّ وسائط الإعلام هي حجر الزاوية في عدم ترك أحد في الخلف. إنّ المساحات الإعلامية الآمنة والإيجابية أمرٌ حيوي لإسماع أصوات أكثر الناس تهميشاً، وتشجيع الحوار البنّاء، والحدّ من أوجه عدم المساواة.
إنّ ملحق بناء السلام في لبنان الذي تقرأونه هو واحدٌ من هذه المساحات. تستكشف المقالات فيه القيم والتحدّيات والمخاوف والتطلّعات والقصص، وتظهر العديد من الأسس المشتركة بين الناس من مختلف الجنسيّات. وفي هذا الملحق الذي نضعه بين أيديكم، تمّ تسليط الضوء على العديد من المواضيع التي تتراوح بين الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والثقافية لتداعيات الأزمة الإجتماعية والإقتصادية والصحية على اللاجئين والمجتمعات المُضيفة. يصدر الملحق بتمويل من ألمانيا من خلال البنك الألماني للتنمية (KfW)، ومن خلال الرؤية المشتركة لبناء السلام التي يشارك فيها الصحافيّون والناشطون والباحثون والفنّانون في لبنان.
إننا نقف معاً من أجل تعزيز تمكين المرأة، وتشجيع التوجّه الجنسي والحقوق الجنسانيّة، وتعزيز حصول اللاجئين بشكل كامل ومتكافىء على حقوق الإنسان الأساسية، والدفاع عن حقوق جميع الناس، بمن فيهم كبار السنّ، وتعزيز المشاركة الكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع.
والآن علينا جميعاً بلوغ هدف إيصال الأصوات وجعلها مُجزية، ملتزمين دائماً تعهّد توحيد الجهود لكي لا يتخلّف أحد عن الركب!