لااحّبذإطلاقاًسياسةجلدالذات،لان"فينامايكفينا"،ونحننجلدكليومعلىمذبحهذاالبلد،بسببالازمات المتتالية التي تحوطنا، اقتصادية ومالية واجتماعية، وخصوصاً بعد فاجعة انفجار الرابع من آب 2020 في مرفأ بيروت. لكن المظلوم يشاطر اخيه المظلوم مشاعره، ولا يجوز في كل حال ان يعوض المظلوم عن ظلامته بظلم اخرين، والاستقواء عليهم، سواء كانوا من المرؤوسين، او من ذوي الحاجات الخاصة، او من الفقراء، والمهجرين والنازحين، او المستضعفين، ومنهم عاملات المنازل اللواتي لحق بهن ظلم شديد مع الانهيار الاقتصادي، وتداعيات السقوط المريع لليرة اللبنانية تجاه الدولار الاميركي، بحيث بلغ معدل راتب العاملة (200 دولار) ما يتجاوز قدرة الموظف اللبناني على سداده. اذ ان الموظف الذي كان يتقاضى نحو 3 ملايين ليرة كان يسمح لنفسه باقتطاع 10% من راتبه للاستعانة بعاملة منزلية. لكن المئتي دولار حاليا صارت توازي 4 ملايين ليرة، اي بما يتجاوز القدرة على السداد. وتبعاً لذلك، وبين ليلة وضحاها، وجدت العاملات الاجنبيات في الخدمة المنزلية، انفسهن في العراء، من دون راتب ولا مأوى ولا غذاء. ولنقل ان الحيوانات الاليفة المتروكة وجدت من يرعاها اكثر من تلك العاملات اللواتي ظلمن من اناس يعانون من الظلم في وطنهم. المعاملة بالحسنى لا تنطلق خوفاً من ارتداد الظلم على صاحبه، ولا من الشرعة العالمية لحقوق الانسان، ولا من القوانينالمرعيةالاجراء،بليجبانتنطلقمنالانسانيةفيذاتها،اذانكلانساناخلنافيالانسانية،وكلظلم يلحق بالمحيطين فينا انما ينتقص من انسانيتنا قبل كل شيء آخر.