معاناة الصحافة اللبنانية عند أمسّ الحاجة إليها

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 16 أيلول 20 3 دقائق للقراءة
معاناة الصحافة اللبنانية عند أمسّ الحاجة إليها
لم يكن لبنان في أيّ وقت من تاريخه، أكثر حاجة إلى معلومات موثوقة تقدّمها وسائل إعلامه الإخباريّة المعتمدة، لا سيّما الصحف الموثوقة.
ومع غرق البلاد في دوّامة العواصف المتعدّدة، يستميت المواطنون من أجل الحصول على الحقائق وعلى صورة دقيقة لما يحدث على الأرض، وربّما الأهمّ من ذلك لما لم يحدث بعد.

لم يكن لبنان في أيّ وقت من تاريخه، أكثر حاجة إلى معلومات موثوقة تقدّمها وسائل إعلامه الإخباريّة المعتمدة، لا سيّما الصحف الموثوقة.

ومع غرق البلاد في دوّامة العواصف المتعدّدة، يستميت المواطنون من أجل الحصول على الحقائق وعلى صورة دقيقة لما يحدث على الأرض، وربّما الأهمّ من ذلك لما لم يحدث بعد.

ومع ذلك، فمن المؤسف في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ لبنان، أن تكون وسائل الإعلام معرّضة للمآسي نفسها التي تعصف بالبلاد، في أكثر حالاتها حرماناً، وتعاني من ضربةٍ تلو الأخرى إلى أن تكاد أصواتها تختنق.

لا يخفى على أحد، أنّ الصحف التقليديّة كانت عالمياً في تراجع منذ سنوات بسبب الإنتشار المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي وظهور المنصّات الرقميّة. وبطبيعة الحال، أدّى التحوّل الذي أعقب ذلك، في تفضيل القرّاء للمصادر عبر شبكة الإنترنت إلى تقلّص عائدات إعلانات المنشورات المطبوعة.

غير أنّ الصعوبات كانت أشدّ حدّة في لبنان. إذ كانت صناعة الإعلام تكافح بالفعل قبل الإحتجاجات التي اندلعت في 17 تشرين الأول من العام الماضي، ولكن ما تلاها من شلل إقتصادي وأزمة ماليّة وقيود، زاد في تعطيل ما تبقّى من إيرادات يمكن الحديث عنها، ولا سيّما من القطاع المصرفي، وهو مصدر رئيسي لإيرادات الإعلانات للصحف ووسائل الإعلام الأخرى.

وقد أدّى الإغلاق على مستوى البلاد إثر الكشف عن حالات "كوفيد-19" في لبنان إلى تفاقم الأمور، ممّا زاد من تقييد الإقتصاد وجعل فكرة إيرادات الإعلانات المستقبليّة غير محتملة. وحتى الدعم المالي من السبل السياسيّة، وهي المصادر التقليديّة لدخل وسائل الإعلام في المنطقة، قد نضب.

ثم جاء الإنفجار المدمّر في مرفأ بيروت، الذي أدّى إلى جانب مقتل ما يقارب الـ200 شخص، وإصابة الآلاف، وتدمير آلاف المنازل في جميع أنحاء العاصمة، إلى إلحاق أضرار ماديّة بمكاتب وسائل الإعلام الأساسية المعتمدة بما فيها صحيفتا "دايلي ستار" و"النهار"، في وقتٍ كانتا تكافحان فيه من أجل البقاء، علماً أنهما غير قادرتين حالياً على تغطية مصاريفهما.

وفي الوقت نفسه، في حين أنّ وسائل الإعلام الموثوقة في البلاد تسعى جاهدة لإصلاح الأضرار، فإنّ قنوات التواصل الإجتماعي تكتسحها الأخبار المزيّفة التّي تشوّه الواقع، وتفسد تصوّر الناس في وقتٍ يحتاجون فيه بشدّة إلى معرفة ما يحدث فعليّاً. ومع افتقار منابر الإعلام المعتمدة إلى الموارد اللازمة لتقديم المعلومات بشكلٍ احترافي، يتعرّض الجمهور لمحتوى كاذب ومتحّيز ومتلاعب يزيد من حدّة التوتّرات الطائفيّة في بلدٍ بات على حافة الهاوية.

فضلاً عن ذلك، في بلد يُعرف تقليدياً بأنّه منارة الصحافة الحرّة في منطقة الشرق الأوسط، تزداد القيود على الحريّات الإعلاميّة في حين يواجه الصحافيّون، الذين يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم مثل أيّ شخص آخر إن لم يكن أكثر، دعاوى قضائية لا معنى لها، حتى عن أبسط المقالات والمنشورات والبيانات في وسائل التواصل الاجتماعي.

الآن، وأكثر من أيّ وقتٍ مضى، تحتاج وسائل الإعلام المعتمدة في لبنان إلى الدعم للعودة إلى طليعة التقارير الإخباريّة. إنها بحاجة إلى المساعدة لكي تتمكّن من اختراق الشائعات والتلميحات التي تزيد من حدّة التوترات، وحجب الأخبار الملفّقة التي تعاني منها وسائل التواصل الاجتماعي، ولكي تغدو مرّة أخرى الوسائط التي يلجأ إليها الناس عندما يكونون في أمسّ الحاجة إلى تغطية واقعيّة ونوعيّة.
A+
A-
share
أيلول 2020
أنظر أيضا
16 أيلول 2020
16 أيلول 2020
16 أيلول 2020
16 أيلول 2020
16 أيلول 2020
16 أيلول 2020
أحدث فيديو
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
10 كانون الأول 2024 بقلم زهراء عياد، صحافية
10 كانون الأول 2024
بقلم زهراء عياد، صحافية
07 كانون الأول 2024 بقلم نايا فجلون، صحافية
07 كانون الأول 2024
بقلم نايا فجلون، صحافية
تحميل المزيد