إنّ الدفاع عن حرية التعبير في مختلف أنحاء العالم لم يكن قط أكثر إلحاحاً ممّا هو عليه الآن. ففي عالم من الوقائع المعطّلة، والحقائق المشوّهة والأخبار المزيّفة، تقوم الصحافة الحرّة والموثوقة والإستقصائية بإخضاع المجالين الخاصّ والعام للمساءلة، وتساعد على دعم عالم أكثر أماناً وازدهاراً وتقدّماً. وفي وقت تتعدّد فيه الأزمات، يصبح تدفّق المعلومات الموثوقة والشفّافة أكثر أهمية. وقد ظلّت المملكة المتحدة لسنوات عديدة، إلى جانب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، شريكاً للبنان في الحفاظ على مساحة الإعلام الحرّ في جميع أنحاء البلاد؛ وهو قيمة عالمية يجب علينا جميعاً حمايتها.
يركّز هذا العدد الخاص، الذي تموّله المملكة المتحدة، على أهميّة توفير مساحات إعلامية آمنة وإيجابية للنقاش العام والخطاب الخالي من الكراهية كجزء من مهمّة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لبناء السلام. وسيتناول "ملحق أخبار بناء السلام" التحديات الماضية والحالية لبناء السلام في جبل لبنان.
إنّ المملكة المتحدة تشارك، في جميع أرجاء لبنان، في مواجهة موجة إنتاج ونشر المعلومات الكاذبة والحملات الدعائية وغيرها من المحتويات المضلّلة. وقد قدّمت المملكة المتحدة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الدعم لتدريب ٤٠ شاباً وشابةً فاعلين، من 10 قرى من مختلف المحافظات اللبنانية، على مكافحة الأخبار المزيّفة والإنخراط مع مجتمعاتهم المحليّة لتعزيز التماسك والإستقرار الإجتماعيين. وفي جبل لبنان، تشاركنا مع البلديات في تنفيذ عدّة مشاريع، منها إنشاء مركز متعدّد الأغراض للترويج للسياحة، والمنتجات المحليّة، والمنتجات الحرفيّة في الكحالة، وإعادة تأهيل مر كز "آركنسيال" Arc En Cielفي الدامور الذي تضرّر جرّاء الحرائق التي تعرّض لها لبنان في عام ٢٠١٩.
إنّ لشباب لبنان دورٌ حاسم في ذلك؛ بصفتهم قادة الغد، ويتعيّن على الحكومة والمجتمع المدني دعم الشباب لكي يصبحوا مواطنين راشدين مطّلعين ومشاركين. وقد قام دعم المملكة المتحدة لمنظمات المجتمع المدني - التي يتمركز الشباب في صميمها – وسيواصل القيام بدورٍ رائد في الدفع والمساهمة البنّاءة باتجاه صيغة جديدة من السياسة اللبنانية، وهي صيغة تضع في صميمها مساءلة الدولة تجاه شعبها.
إنّ الديمقراطيات تزدهر من خلال الإعلام الحرّ وحرية التعبير. ولا يمكننا أن نتهاون في الدفاع عن وحماية هذه الحريات التي كثيراً ما تعتبر أمراً مفروغاً منه. ولهذا السبب، ستواصل المملكة المتحدة دعم العمل للحفاظ على مساحة الإعلام الحرّ في لبنان. وستبقى المملكة المتحدة، طوال الأزمات التي يواجهها لبنان حالياً، الصديق الوفي للشعب اللبناني.