سألني أحدهم ذات يوم: «ماذا كنتَ لتفعل لو اندلعت النيران في منزلك؟ هل تهرب وتترك أغراضك كلّها خلفك؟ أم تبقى وتبذل قصارى جهدك لتطفئ النيران، ومن ثم تعيد بناءه؟»
في معرض تذكُّر الحرب الأهلية اللبنانية، وهي الموضوع الرئيسي لهذا الملحق، أود أن أشيد بكل شخص شمّر عن ساعديْه، وساعد في إعادة بناء لبنان. وأود أيضاً أن أشدّد على دور «الأبطال السرِّيين» الذين خاطروا بحياتهم لتوثيق الحرب الأهلية ومعالجة آثارها من خلال الموسيقى والشعر والمسرح.
وبالمناسبة، أحيِّي أولئك الذين يحاولون اليوم إقناع الشباب اللبناني بأنّ السلام هو حلّ الصراع، وليس العنف، وأنه لا جدوى من الاعتقاد بأنّ الفرد أو المجتمع وحده هو الضحية الوحيدة للحرب الأهلية، أو إلقاء اللوم على الآخرين بعدم استقرار الوضع. وعلينا إدراك أنّ هذه الانقسامات والهياكل الاجتماعية «نحن» و«هم» هي أسس العداوة.
الحرب وحشية، وبخاصة الحرب الأهلية. تقطّع أوصال نسيج المجتمع عبر الأحياء والقرى والمدن. ولكنّ الحرب تدفع الناس أيضاً إلى الأمل والعمل، وإلى المخاطرة بحياتهم أحياناً من أجل السلام.
إنّ بناء السلام عملية تتطلب فترة زمنية أطول بكثير من الغضب، ويجب أن يقوم ذلك على رؤية للمصالحة.
وفي هذا الصدد، لا يسعني إلا أن أؤكد من جديد على أهمية التفكير في الماضي العنيف للأمم والمجتمعات لكي يدرك المرء القيمة الشاملة للسلام، وحلّ الصراعات بشكل غير عنيف. وفي هذا الإطار، أود أن تترجم ذكريات الأجيال الأكبر سناً إلى وعي موجّه نحو السلام بين الشباب. وأختم متمنِّياً أن تعزّز تجربة حرب الـ1975-1990 المريرة قدرة لبنان على الاعتدال والتفاهم.