يقول البعض إن البحبوحة الاقتصادية سادت زمن الحرب اللبنانية، قد يكون الأمر صحيحاً، لكن ما نفع المال أمام خطر فقدان الحياة كل لحظة، أو على الأقل خسارة يد أو رجل أو أي طرف آخر.
تذكُّر الحرب ليس مهمة شاقّة إذ هي ماثلة أمامنا في محطات كثيرة تقرب من الانفجار. ويمكن الاستعانة بالأرشيف إذا لزم الأمر لاستعادة مشاهد وصور ودموع وبكاء ودمار.
الأهم من تذكُّر الحرب، هو الخروج منها، أو العمل لعدم تكرارها، وتلك مهمة أساسية لم نجهد من أجلها. اذا كانت الحروب تحوطنا من كل نحو وصوب، وطلائعها تنذر بامتدادها لتحرقنا، فهل نقف متفرجين، أم نحصّن وحدتنا الوطنية من أجل عدم الدخول في التجربة من جديد؟
وإلى الهروب من حرب تكرّرت مراراً في تاريخنا، ثمّة عمل علاجي لم نمارسه لمحو آثارها من النفوس. وهذا لا يعني النسيان، بل معالجة الجروح، وبلسمتها، وجعل الذكرى عبرة لا رغبة في الانتقام.
المصالحة مع الذات هي المنطلق للوصول إلى مصالحة مع الآخر.