في وسط أزمة اللاجئين التي يواجهها لبنان حالياً، أودّ أن ألفت نظر القارئ إلى مفهوم «الأمن البشري» الذي يهدف إلى حماية الإنسان من التهديدات المتفشّية التي تشكل خطراً على حياة الإنسان وأسباب عيشه وكرامته، وبالتالي إلى تحسين سُبُل رخائه. لقد دعمت حكومة اليابان هذا المفهوم من خلال إنشاء لجنة دولية تعنى بالأمن البشري، إضافةً إلى الصندوق الاستئماني للأمن البشري وإعتبار «الأمن البشري» إحدى القضايا الأساسية في منظور الديبلوماسيّة اليابانيّة. إننا اليوم نواجه مجموعة معقدّة من التهديدات، منها العنف والجوع وشحّ المياه والوباء والفقر، كلّها عابرة للحدود. فمن أجل التصدّي لها، علينا بناء واستدامة مجتمعات تعزّز قدرات الشعوب، ذلك أنّ المفهوم التقليدي لـ«أمن الدولة» ربّما لم يعد وحده كافياً.
وتحت وطأة الحاجة الملحّة لحماية الأمن البشري، قامت حكومة اليابان بتقديم المساعدة إلى لبنان لمعالجة الأزمة الحالية للاجئين. فقد تمّ حتى الآن تخصيص أكثر من ٥٥ مليون دولار للبنان كمساعدة إنسانيّة طارئة للاجئين والمجتمعات المضيفة، تصرف من خلال الحكومة اللبنانية والمنظّمات الدولية والمنظّمات غير الحكومية. إضافة إلى ذلك، اطلقت سفارة اليابان في لبنان أخيراً، بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية المحليّة والبلديات، عشرة مشاريع جديدة من خلال برنامج الهبات الأهليّة لمشاريع الأمن البشري (GGP) في مجالات التعليم والرعاية الصحيّة وإمدادات المياه والرعاية الاجتماعيّة وإزالة الذخائر غير المنفجرة، يتركز الإهتمام فيها على حماية الأشخاص الأكثر عرضة وتمكين المجتمعات المحليّة.
علينا ألاّ ننسى أننا كلنا متساوون بالنسبة إلى امتلاك قدراتنا الخاصة والحصول على الإحترام كبشر بغضّ النظر عن الجنسيّة أو العِرق أو الجنس أو الدين أو غيرها. فحكومة اليابان ستواصل دعمها للبنان إنطلاقاً من منظور يتمحور حول الإنسان.