اللجوء السوري قضية المجتمع الانساني

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 01 أيار 14 0 دقائق للقراءة
اللجوء السوري قضية المجتمع الانساني
أزمة اللاجئين السوريين في لبنان أكبر من أن يتحمّلها هذا البلد الصغير الغارق في مشكلاته الأمنية والاقتصادية والاجتماعية منذ أكثر من نصف قرن.
والمزايدة في هذا المجال لا تفيد، لأنها لا توفر حلولاً لمشكلات بدأت تتفاقم، ولا تنفع معها المواقف الاعلامية التي يخرج بها السياسيون، أو الناشطون في المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان، لأن هؤلاء غالباً ما يتهرّبون من مواجهة الاستحقاقات الساخنة، ويكتفون برزمة بيانات انشائيّة.
لكن النظرة الى اللاجئين السوريين يجب ألا تتحوّل ظاهرة عداء، أو عنصرية، أو استغلالاً، بل وجب النظر الى الواقع ببعض الايجابية، بل ببعض الواقعية، والتعامل معه بهذه الروح، للمساهمة في معالجته قبل أن يتفاقم.
ثم ان نظرة انسانية الى هذا الواقع، تجعلنا نتعاطف مع هؤلاء لأنهم هاربون من حروب، ومن القتل والدمار، والحياة حق لهم، كما لأي انسان آخر، ولا يجوز أن تقفل في وجوههم الحدود بين البلدين، كذلك أمام أي انسان قد يعرّضه بقاؤه في موقعه، لخطر الموت، سواء كان اللاجئون مع النظام أم ضده، فهذا أيضاً حق لهم، وهو حق التعبير الذي طالما نادينا به في لبنان ودافعنا عنه.
واللاجئون السوريون ليسوا في سلّة واحدة، فبينهم الفقراء، والفقر ليس عيباً، ومنهم أيضاً رجال أعمال نقلوا مؤسساتهم أو جزءاً منها الى لبنان، وصاروا في صلب حركة الأموال اللبنانية، وبعضهم الآخر من ميسوري الحال الذين اشتروا أو استأجروا شققاً لهم، وحركوا الجمود العقاري الذي يسيطر على البلد منذ تراجع توافد العرب الى لبنان، فعادت أسعار العقارات الى ارتفاع، أو الى ثبات بعدما كان التباطؤ أدى الى تراجعها.
وإذا أردنا أن نعود الى بعض الماضي، ما قبل الحرب السورية، لوجدنا أن في مصارف لبنان الكثير من الأموال السورية، وأن العديد من العائلات البيروتية الميسورة تعود الى أصل دمشقي أو حلبي، وانها انتقلت الى لبنان واستوطنته منذ زمن بعيد، وشكلت عصب اقتصاده في مختلف المجالات، أضف الى ذلك العلاقات الانسانيّة الناشئة من القربى عبر الزواج أو من خلال العائلات المشتركة في الأصل والتي نزح بعضها عبر التاريخ من مكان الى آخر عبر حدود كانت متحركة.
ان معالجة مشكلة اللجوء السوري يجب ألاّ تقع على عاتق لبنان وحده، حتى لا تتحوّل كابوساً عليه، ومعه يتحوّل اللاجئون عبئاً ثقيلاً، وجسماً مرفوضاً ومنبوذاً، بل أن تكون قضية العرب أجمعين، بل المجتمع الدولي، فنشعر أننا نتعاون واللاجئين، لمنع أي مجموعات ارهابية قد تستظلهم، ومنع أي تجاوز يخرج من وسطهم، والمساعدة في توفير حلول مشتركة تقيهم مساوىء التهجير، أو تحدّ منها، الى حين ضمان عودتهم سالمين الى بلادهم.
A+
A-
share
أنظر أيضا
16 أيلول 2020
16 أيلول 2020
16 أيلول 2020
16 أيلول 2020
أحدث فيديو
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
10 كانون الأول 2024 بقلم زهراء عياد، صحافية
10 كانون الأول 2024
بقلم زهراء عياد، صحافية
07 كانون الأول 2024 بقلم نايا فجلون، صحافية
07 كانون الأول 2024
بقلم نايا فجلون، صحافية
تحميل المزيد