وقد وضع المؤتمر أهدافاً طموحة ترمي إلى تحويل الأزمة المستمرة إلى فرصة لتحسين مستقبل اللاجئين والدول المضيفة على حدٍ سواء. ولبنان هو أحد الدول المضيفة التي دعمت اللاجئين، بكثير من السخاء. فقد تقاسمت مجتمعاته المضيفة اقتصادها ومدارسها وعياداتها ومياهها وخدماتها الأساسية التي توفّرها السلطات المركزية والمحلية. إلا أنه، وبعد ست سنوات، تركت الأزمة آثاراً فادحة على هذه المجتمعات المحلية، مهدّدةً بقاءها كما والسلم الأهلي في لبنان. وقد جاء انعقاد مؤتمر لندن في الوقت المناسب لإعادة الأمل لكلّ من اللاجئين ومجتمعاتهم المضيفة. كما أن نتائج المؤتمر تعِدُ بتعزيز الاقتصاد الواهن وكبح معدلات البطالة وترميم البنية التحتية للبلاد، مع الحفاظ، في الوقت نفسه، على كرامة اللاجئين وتلبية احتياجاتهم الإنسانية الأساسية.
يتصدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اليوم عمليات دعم المجتمعات المحلية المضيفة في لبنان وهو مجنّد بشكل كامل لتحقيق الأهداف التي تم تحديدها في مؤتمر لندن، وبخاصة في مجالات خلق فرص العمل وتأمين الخدمات الأساسية وتعزيز السلام. وهذا العام، يتزامن هدف برنامج الأمم الإنمائي الحازم لدعم لبنان مع عيده الخمسين. والبرنامج مصمِّمٌ، أكثر من أي وقت مضى، على أن يكون استباقياً في التصدي لتحديات لبنان الإنمائية وتضييق نطاق التفاوتات الإقليمية التي تقوّض استقراره الاجتماعي ووضع حدّ للتدهور البيئي فيه وتقديم المزيد من الدعم لمؤسساته الحكومية. سوف يسعى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي جاهداً لتحقيق هذه الأهداف في وقتٍ أصبح عدم الاستقرار فيه هو القاعدة الجديدة.
وبمناسبة بلوغ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عامه الـ 50، يتم الاحتفال أيضاً بالعلاقة طويلة الأمد بين البرنامج ولبنان. وتماماً كما كانت الحال خلال سنوات الحرب، ثمة التزامٌ اليوم، أقوى من أيّ وقت مضى، بالوقوف إلى جانب لبنان لمساعدته على مواجهة التحديات الكثيرة الحالية كما ولدعمه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الجديدة، رغم كل الصعاب. ويسعى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كمناصرٍ لهذه الأهداف الجديدة، إلى استخدام هذا الملحق الثمين كأداة للتغيير ولتعزيز النهج السلمية والخالية من العنف والمناهضة للتمييز في العمل مع المجتمعات المحلية. وضمن إطار العمل هذا، تتم مناقشة مواضيع متعلقة بالمجتمعات المحلية المضيفة واللاجئين كما يتم إيلاء اهتمام خاص لأبعادها القانونية والثقافية والاقتصادية والإبداعية.
نحن كلنا ثقة بأن المبادرات على مثال هذا الملحق بإمكانها المساهمة في تعزيز العلاقات مع النازحين السوريين، أملاً في أن يتمكنوا يوماً ما من العودة إلى وطنهم، بأمان، ومن تذكّر البلد الذي وجدوا فيه يوماً ما ملجأ، بإيجابية