فالأمم المتحدة ليست مجرّد مؤسسة مضى على تأسيسها 70 عاماً، إنها مثال يتشارك فيه الأفراد في العالم، ويتحوّل الى واقع كل يوم بفضل العاملين في المجال الإنساني، ومناصري حقوق الإنسان وصنّاع السلام، وبفضل الأشخاص الذين يخدمهم هؤلاء.
إنني أجد في الاحتفال بالعيد الـ70 للأمم المتحدة لحظة مناسبة للتفكير في الماضي، وفرصة مهمة للتفكير بما في وسعنا القيام به بغية بناء مستقبل أفضل.
أودّ أن تتخيّلوا لبنان الذي ترغبون به في العام 2030. كيف يبدو؟ ما الذي يرغب اللبنانيون في تغييره في هذه الرقعة الصغيرة من العالم؟ في الواقع، نحن العاملين في الأمم المتحدة نتمتع بفرصة تلبية التحديات التي تواجه العالم اليوم لأن بلوغ المستقبل الذي نرغب به فعلياً سيعتمد على كل فرد منّا.
لقد تبدّل العالم ببساطة، فأصبحنا أكثر ترابطاً واعتماداً على بعضنا البعض من أي وقت مضى. فنحن لن نتمكّن من مواجهة تحديات عديدة مثال الفقر، ونقص الفرص الاقتصادية، والتغيّر المناخي، والأمن العالمي، إلّا إذا وحّدنا جهودنا. لذا، نسعى من خلال أهداف التنمية المستدامة 2030، إلى توفير تعليم عالي الجودة للجميع، ووصول أفضل إلى فرص العمل والرعاية الصحية، ووضع حدّ للظلم، والقضاء على الفقر المدقع، والحفاظ على سلامة البشر أجمعين.
وسترتكز أهداف التنمية المستدامة الطموحة على المكاسب التي تحقّقت خلال العقدين المنصرمين حيث تمّ انتشال مئات الملايين من الأشخاص من الفقر المدقع. ونحن نلتزم إنجاز المهمة، والمضي قُدماً لبناء مؤسّسات فعّالة ومجتمعات مستقرّة، وتوفير حياة كريمة للجميع.
إنني أتطلّع إلى قمة التغيّر المناخي المقبلة التي ستُقام في باريس في كانون الأول المقبل، فضلاً عن الاجتماع المقرر حول أهداف التنمية المستدامة المقترحة ومؤتمر تمويل التنمية اللذين سيقامان في أعقاب القمة في نيويورك وأديس أبابا على التوالي. فهذه الفعاليات تشكّل إنجازات مهمة في مسيرة الأمم المتحدة نحو محاربة التغّير المناخي، والقضاء على الفقر المدقع الآن وإلى الأبد.
أعلم أن كثراً منكم يتساءلون عمّا سيكون عليه مستقبلنا، وأن عدم اليقين هو السائد. ولكن الأمر الوحيد المتيقّن منه هو أننا قادرون على تحويل التحديّات التي تواجهنا اليوم إلى فرص للغد، ومُلزمون بها.