ومنذ نهاية الحرب الأهلية، يحاول العديد من اللبنانيين جاهدين تقبّل الماضي وتجاوزه. ويستلزم مثل هذا الكفاح الطويل والمرهق معالجة الأسباب الجذرية للصراع ومواجهة ذاكرة العنف السابق وعواقبه كشرط مسبق للمصالحة الطويلة الأجل. تشير الأبحاث حول عواقب الحروب الأهلية إلى وجود روابط واضحة بين القدرة على معالجة تأثير الماضي وإمكانية بناء سلام مستدام. ولذلك، يجب أن تكون مواجهة الماضي وتقبّله عنصراً مهماً للبنانيين في بلورة مستقبل مستدام وبناء سلام دائم.
وفي الوقت نفسه، من المعترف به على نطاق واسع أن المؤسسات السريعة الاستجابة والخاضعة للمساءلة، بالإضافة إلى الحوكمة الفعالة القائمة على سيادة القانون، لها دور رئيسي في الحفاظ على السلام وتعزيز التنمية المستدامة. وستكون الانتخابات البرلمانية المقبلة - المقرر إجراؤها في 6 أيار 2018 - مرحلة رئيسية في عملية تعزيز شرعية مؤسسات الدولة اللبنانية، ولحظة فاصلة بالنسبة إلى اللبنانيين للتعبير عن رؤيتهم للبلاد ومستقبلها.