يا قلب شارع الحمرا يا قلبي

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 01 كانون الأول 13 11 دقيقة للقراءة
يا قلب شارع الحمرا يا قلبي
تصوير وائل حمزة
أنا هو ذلك الفتى الحزبي المقاتل في ريف جنوبي ويطل على مشارف ضواحي عمر السابعة عشرة من عمره يهبط إلى شارع الحمرا سنة 1979 ويدخل بلا سلاح فردي كشاعر مراهق إلى جريدة" النهار" متأبطًا قصيدته الشوارعية عن حرب ما، ويعطيها لمسوؤل الصفحة الثقافية الشاعر شوقي بو شقرا ليجدها منشورة بعد إسبوع وحين يعيد الكرة بقصيدة جديدة يقول له الشاعر أبو شقرا " روح على قسم المحاسبة لك مكافأة مالية "...

لايصدق الولد الشاعر الشوارعي أن بين يديه 150 ليرة لبنانية بدل قصيدة، فيصدق أن الشعر له قيمة ...يمشي في شارع الحمرا يشتري صباط جديد من محلات باتا... وسندويشين شاورما من مطعم خياط ... الشعر يطعم خبزًا ويمنحك صباطًا لتمشي به في الحمرا ..

الحذاء ما زال يمشي .. شاعر في شارع الحمرا يشارع المدينة مشرعًا صدره لهواء أوكسيجيني نظيف يختلف عن هواء لبنان الطاعوني الطوائفي ..

 هو شارع الحمرا نهري، وما زال يتدفق بأحذيتنا.. لتترقرق دعساتنا به ومعه ولإجله نعيش وأتذكره كشاعر أحاول أن أسشعره كل مرة عن قرب أو عن بعد ..

لا رصيف يعلو على رصيف شارع الحمرا .. الحمرا بلا رصيف كنهر بلا ضفتين. لا قيمة لرصيف بلا مارة لا قيمة للمشي بلا واجهة.. وطبعًا لا مارّة بلا أقدام تمشي.. الرصيف تمارين على المشي.. تمارين على المشي كأطفال في الشعر والحب والسياسة والتدخين والقهوة والويسكي والغضب والنميمة والجنس والحرب.. كأن لا سكان في شارع الحمرا كأن العابرين هم سكان الشارع الحقيقيون.. الشارع كميناء والرصيف كترانزيت لمارة لا إقامة ولا مغادرة ..الرصيف في الحمرا هو ليس الهامش بل هو المتن لكل الهوامش وهكذا كان الرصيف أصل الحكاية والأسطورة ونور الأيقونة.

 ولا يمكن أيضًا أن تعبر نهر شارع الحمرا نفسه مرتين... المياه ليست نفسها دائمًا.

هذا النهر كشارع الحمرا نحتار بمصدر مياهه.. هل تدفق من ينابيع النفط الخليجية والذهب الأسود ورافقها أيضًا روافد المال الهارب المتسرب من الجوار المؤمن سوريًا وعراقيًا ومصريًا ومن مال الفلسطينيين اللاجئين والثوريين ومن مال التحويلات اللبنانية في أفريقيا والخليج.. هو المال المتدفق إلى شارع المصارف في وسط بيروت سيتناثر رذاذه في فروع الحمرا.. نهر ستنمو على أرصفته شجيرات القهوة وكروم الحانات وورق الجرائد ومزهريات من الشقق المفروشة للعابرين من طلاب علم وجنس وسياسة.

لا شرفة في الحمرا ..البرندة أو الفراندا الطليانية لا ضرورة لها في عمارات الشارع.. سوى شرفة مطعم "صوفر" فوق مقهى الويمبي سابقًا المتحول ببنايته إلى شقق مفروشة فاخرة خمس نجوم .. حيث كان مطعم "صوفر" مقصدنا بمازاته المنزلية والأسعار المدروسة لجيوبنا.. كأنه بيت لشبان جامعيين فقراء يحلمون بطبخات أمهاتهن ولا بأس بليل صوفر للرقص بين صبايا وشباب وفعلا الرقصة تدور على الجميع حتى المطعم والمقهى والبناية سيقلبها المستثمر الجديد ويحولها شقق مفروشة وطبعًا بلا شرفات ..

هنا الرصيف هنا الحمرا هنا الجدار الشفاف ..هذا حائط هوائي لا تراه العين ..حائط طولي طويل  لكل أنواع فنون الغرافيتي يرشها أو يبخها أو يطسها العابرون والمارة بلهجات ولغات ورسوم وصور.. كولاج صور من كلمات في الهواء على إمتداد الشارع لمصطلحات ومفاهيم وصلوات وأدعية وشتائم وبصاق وتبويل وزحام وأبواق.. حائط هوائي لناس هوائيين أو يصبحون هواء بهواء لأرواح وأشباح منفيين ومبعدين وجواسيس ومخبرين.

كل الطرقات تقودك إلى شارع الحمرا.. كل الألوان تنحل وتصبح حمراء من الخجل أو الوقاحة أو من دم إغتيالات سرية لتصفية حساب بين جواسيس عالميين أو زعران أحياء.

حتى اللون الأشقر الأسود لقهوة الإكسبرس سيكون أحمر الشفاه وستحمّر الفناجين من لسانات محمّرة لرواد مهنتهم شغل النميمة وتركيب المقلة في السياسة والشعر والثورات والتجارة .حيث الدم الأحمر للكلمات تحت الطاولات.. هنا كانت المقاهي الثلاث المودكا والويمبي والكافيه دي باري كنت أسميها مثلث برمودا الثقافي.. من مريوما من هناك سيشفطه الهواء إلى أعماق محيطه.. حيث مقهى المودكا "الغواصة" تبتلعه ويبتسم الغريق في أعماقها ومقهى الكافيه دي باري تسحبه من ثيابه إلى مغارتها الطويلة الطولية وساحتها الخارجية كبيدر قروي..وهناك على زجاج الويمبي مطر ناعم لن يتكرر سيبللك العمر كله.. هو مثلث برمودا لمقاه لقصائد تطير كتنانير البنات وأفكار محلقة وطرائف معلقة ومطبات لا تحصى.. هذا المثلث برمودا سيشفطه هواء المال الجديد لمحلات الملبوسات ويتحول من مثلث مقاهي برمودا للثقافة إلى مثلث "فيرامودا" للثياب..والشارع الذي كان يتعرى لنا صار الشارع يتعرى ويتعيّر منا ويتحجب وينحجب عنا.

  مقاهي الرصيف ستلبس ثياب جديدة من الستارباكس الذي سيهجم عليه المعادين للعولمة والتطبيع ولا بأس الآن بمقهى ت مربوطة المقاومة والممانعة ليجاوره..والكوستا سينتعل "الهورس شو" والصهيل سيتواصل مع خيول وفرسان جدد للمقاهي..

 قال الشاعر ضاحكًا : على رصيف الحمرا ثمة مقهى، هناك كنّا حشداً من المثقفين، نشتم المثقفين في المقهى على الرصيف المقابل. المارة يتحاشون المرور، أو يحثون الخطَى، طفلة تسأل أمها «مَن هم هؤلاء يا ماما؟»أجابتها أُمها"هؤلاء مجانين في مصحّات يسمونها مقاهي أحياناً".

 

هذا الطقس المتوسطي الحائر بين الأنوثة والذكورة يحيرني معه وتحتار معه عصافير بطني المزقزقة في ربيع حائر.. على بالي إفطار غير شكل وعامل ريجيم ..هل منقوشة جبنة من"بربر" لتنقدها معدتي الدجاجة أم صحن فول من عند فوال الحمرا مع نعناع لإتنعنع أو كنافة بقشطة من حلويات البحصلي.. "يا فمي بسبع ألسن قرر أي لغة معوية لتنطق.. فسمعت لساني يلكز وينكز سقف حلقي وأشار إلى بائع كعك.. وهكذا أشتري كعكعة العصرونية صباحًا. أشتهيها من عربة بائع للكعك على مدخل مستشفى الجامعة.. شو طيبة الكعكة مع جبنة بيكون.. جبنة بيكون تذكرني بأيام الحرب في بيروت وسمسم الكعكة يذكرني بالزعتر والسمسم في الضيعة.. سأكسر الريجيم وإضرابي عن الطعام كما الإضراب المخلوع اليوم من قبل الإتحاد العمالي العام حيث لم يستجب أحد سوى النقيب "غصن" وأركان مخفره العمالي.. نعم لكسر الريجيم تحت اللسان والأضراس يا طعم حياة لبنانية شتوية في صباح 3 آيار ما بين عيد العمال وعيد الشهداء.. أستشهد في حب كعكة محمصة بذوبان البيكون.. وأتفرج على المربع الصحي من مركز بيروت لغرس الأسنان وعيادة الطب النفسي ومركز اللايزر لنزع الفاريز.. أنا على مدخل الجامعة الأميركية لست مريضًا ويعن على بالي أن أزور مريضًا لا أعرفه. لدي فائض من الحنان رضعته من هذا الغيم الغنم الشتوي.. هنا شارع الحمرا للشفاء والهلوسة ويداهمني وجع أضراس جيوبي ..علي الذهاب إلى المصرف في أول الحمرا ..

 

 

فضاء الرصيف

بعد إتفاق الطائف بدأوا بتبليط البحر في النورماندي وقبّعوا بلاط رصيف شارع الحمرا من أساسه وكانوا يحفرون ومن ثم يطمرون ومن بعدها يحفرون ثم يطمرون وقيل وقتها أن الحفارين المعمرجيين كانوا يفتشون عن رفش ضائع .. لذلك تأخروا في تنفيذ البنية التحتية للشارع.

و قال الشاعر الشوارعي "أنا شارع الحمرا من شدّة حبي للمدينة صفقت لأول رصيف بلّطوه .. ولكن بعدها رموني في الشارع الخلفي لوسط مدينة وأهملوني ووجدتني في الصباح أول متسول على الرصيف ..أتنافس مع شجرة على مدّ أيدينا. .لأخضر.. ما.. حتى على الرصيف رصيفي لم أعد أعرف ..هذه شجرة أم متسولة؟

 

 

 الشحاذون يتكاثرون نراهم على أبواب دور العبادة ما بين جامع الحمرا أو كنيسة الكبوشية، يستدرون عطف المؤمنين، ليكسبوا أجراً أو ثواباً عند الله لقاء مبلغ متواضع ويصلون الى الجنة معاً العاطي والمستعطي!
ثمة شحاذة تستثمر زاوية ما قرب سينما الكوليزية، في شارع الحمرا، معها سرطان قاتل منذ عشرين عاماً، تحمل علبة الدواء نفسها، وتكرر الدعاء نفسه، وبقيت على قيد الحياة رغم المرض الخبيث، مع أن معظم المارة من حولها قد أصيب بعضهم بالسرطان وماتوا، وبعضهم أفلس، وتشرّد، وهي ما زالت تنادي مستعطية "ما معي ثمن الدواء"... مع أن صحتها لا بأس بها، وتزداد تورداً، ويقال إنها قامت ببعض عمليات التجميل لوجهها ولمهنتها... ويقال إنها بقيت حيّة، لأنها تملك سرطاناً ناعماً، سرطان لايت، سرطاناً خفيفاً...
في تلك الزاوية من شارع الحمرا، مرت حروب كثيرة، وما زالت الشحاذة ترفع علامة النصر

هنا أيضًا في شارع الحمرا أيضًا كرصيف سياسي لسياسيين متسولين متوسلين يحملون كرتونات الإستعطاف والتعاطف مع قضاياهم من فلسطين والعراق البوليساريو حتى الأرمن والأكراد وقصيدة النثر كل الأقليات على الرصيف نفسه..

 

ملاحظة :  وصفعت متسولا لإنه يشبهني

 ...

 مستشفى الجامعة الأميركية

ذات يوم أصيب شارع الحمرا بعدة طلقات في رأسه وتم نقله إلى مستشفى الجامعة الأميركية.

ذات يوم إنفجر كبد شارع الحمرا من الكحول في شارع المكحول وتم نقله إلى مستشفى بخعازي.

ذات يوم طقت طبلة أذن شارع الحمرا من طبول النقاشات في المقاهي وتمت معالجتها في بناية الأطباء.

ذات يوم ولد شارع الحمرا من جديد وتمت الولادة في مستشفى نجار ...

ذات يوم أصيب شارع الحمرا بنوبة قلبية في قلبه فتم نقله إلى مستشفى طراد.

 

ذات يوم خرج شارع الحمرا ولم يعد وشوهد في حديقة الصنائع يلعب مع عائلة كردية.

ذات يوم خرج شارع الحمرا من الجدار المقابل المجاور لسينما البيكاديلي وأطلق النار على جنود إسرائيليين في مقهى الويمبي.

 

هنا الحمرا ..هنا "أنا" تجلس..هنا يجلس "هو" هو كاتب هذه السطور بعينيه المخبرتين الجاسوسيتين لكتابة تقارير شعرية قصصية ..هنا أجلس بكل شخصياتي في مقهى الكوستا "الهورس شو سابقًا تحديدا عند المصلبية .. المؤدية إلى نزلة مستشفى الجامعة الأميركية ..نتنناقش ونتجادل ونصفن ولا يقطع صفنتنا سوى زمامير إسعاف ..

مرت سيارة إسعاف للصليب الأحمر اللبناني تنقل برازيليًا من أصل لبناني تشاجر مع كولومبي من أصل لبناني في شارع ديغول حيث تطاعنا لخلاف على أصل القهوة.. وكان في إستقبالهم كجرحى خناجر عند باب الطوارىء طالب طب يمني تحت التمرين.. ودخل في المعركة صارخًا .."البن يمني.." فما كان من مستخدم أثيوبي أن إنتصر لكرامة قهوته وهجم .."أصل القهوة الحبشة ..أصل اللغة العربية حميرية..حبشية.. ولن ينالوا قالها الحبشي وأردف "أنا عنتر إبن الحبشية فسمعه مجموعة من الأحباش من سكان برج أبي حيدر ونزلوا ..على الجامعة الأميركية.

مرت سيارة إسعاف للنجدة الشعبية اللبنانية التابعة للحزب الشيوعي تنقل مثقف شيوعي برجوازي نفسه قصير وقال معه ربو..وعينه فيها ضيق أفق.

مرت سيارة إسعاف للهلال الأحمر اللبناني تحمل تمثالاً مكسور الخاطر لجمال عبد الناصر وخلفها سيارة إسعاف لجمعية المقاصد تحمل طربوش أحمر لجريح عثماني نسيه أتاتورك وتذكره أردوغان ومن فرط بهجته قفز في بحيرة الكواشرة في شمال لبنان.. وكان هناك سيارة للصليب الأحمر الأرمني تطارد سيارة الهلال التركي قادمة من خلف مطعم إسطبولي وأزمير في شارع الحمرا بعد معركة بين البسطرما والشيش طاووق.. في زواريب الحمرا..

مرت سيارة إسعاف لكشافة الروم الأرثوذكس تحمل قانون إنتخابات مصاب بجلطة من رهاب أكثريات.

مرت سيارة إسعاف للهيئة الصحية الإسلامية تنقل صخرة جريحة من مرتفعات كفرشوبا وسألني السائق "أين الطريق إلى مستشفى الرسول الأعظم " ؟

مر جريح درزي من أيام سفربرلك وسألني وهو يزمر لي" أين ربيع جابر ليعالجني رواية "..

مرت سيارة إسعاف للهلال الأخضر وكانت تطارد جريحًا مسيحيًا سابقًا كان في سيارة الصليب الأبيض..لإن الجريح كان قد أسلم من يومين ليتزوج من مسلمة وأصيب بنوبة ليلة الدخلة وسيارة الهلال الأبيض بزعيقها تصر بدواليبها وتقطع الطريق على ىسيارة الصليب الأبيض "وبين هيدا مسلمنا ولاهيد مسيحينا.. ودارت معركة أبواق تاتوووت..وتاتيييت..عند مفرق الجامعة الأميركية حتى أسلم الجريح الروح لي ووقعت روحه في فنجان القهوة وطرطشني ..

مرت سيارة إسعاف لفرسان مالطة تفتش عن طارق بن زياد وسألني.."سمعنا أن طارق يقول مزبلة النورماندي أمامكم والسوليدير وراءكم " ولم يسمع جوابي بسبب وقوف سيارة السوكلين في عرض الطريق..

مرت سيارة إسعاف مملوكية تنقل شجرة الدر المضروبة بالقباقيب..وخلفها ضرتها تأكل حلوى "أم علي" عند حلويات العنتبلي..

مرت سيارة إسعاف لجريح يلوح بيده اليسرى الحاملة يده اليمنى ويرفعها كعلاة نصر..أديت له التحية فرمى لي يده المقطوعة..

مرت سيارة إسعاف" مرسيدس" تطارد سيارة إسعاف هيونداي..

وبينما كنت أنتظر وأنتظر وأنتظر فنجان القهوة على رصيف مقهى "الستاربكس" الإمبريالي المجاور لمقهى ت مربوطة الممانع وبعد الأسئلة التي لا تحصى من طول وعرض ونكهة ونوعية وقيمة وجودة فنجان قهوة ضجرت وصرت أشتم العولمة بالجنوبي بنكهة بيروتية ورشة مسبات زحلاوية وفجأة فرقع في أذني تاتووت تاتووت..

مرت سيارة إسعاف يونانية تنقل برلمانًا محطم الأضلاع .. وكادت تدهس في طريق دواليبها إمرأة كانت تولول مفرقعة أصابعها كصحون محطمة.. أعرف هذه الإغريقية هذه " بانيلوب " تلعن حظها لغلاء كنزات "وولزي" في محلات" جي أس" ولإنني كمشتها من كنزتها وخلصتها قالت لي " شكرًا يا علي" قلت لها "أنا ليس علي"

غريب شو بيشبه إسم زوجي "عوليس"

صحيح يا بانيلوب أنا من شيعة الناطرين المهدي بس يا بانيلوب .. أنا إسمي "يحيى"

 قالت لي باليونانية وهي تبدل الحاء بالخاء.."يا .. خبيبي يخيى كل البشرية ناطرة حدا ويمكن اللي ناطرينون يكونوا هني كمان ناطرين وكمان الرجال متلك بني آدم متلك متل عوليس بيروحوا وما بيرجعوا يا ضيعان الكنزات التي نغزلها لكم لندفيكم.. وما خدا ينطر خدا.. أنا نطرت عوليس ورفضت كل العرسان كرمالو وما رجع.. تجوز أميركية منشان الغرين كارد.. ما حدا ينطر.. ولا مخلص سيأتي..

 في تلك الأثناء مر"غودو" ووجدته ينتظر دوره معي في إنتظار فنجان قهوة...

مرت سيارة إسعاف على شكل حصان بحري فينيقي.. وترجلت منها إمرأة إرجوانية الثياب وقالت لي مرحبا..

أهلين من أنت؟

قالت "أنا أليسار ملكة قرطاج أنا جدتك الصورية أنا" التاتا" الفينيقية يا يحيى ماعرفتني

 شوبدك يا تاتا..

وين الطريق إلى صور.. بدي إطلع على صور زور أهلي.. وشوف بيتنا القديم"

 

مرت سيارة إسعاف مقلوبة على ظهرها كسلحفاة بدواليبها الأربعة المرفوعة وتمشي على ظهرها وتنقل رسامًا تكعيبيًا تجريديًا.. مد يده ليسرق دائرة  لكاندنسكي فوقع عليه مثلث شك برأسه

مرت سيارة إسعاف تطارد جريحًا من شجار على أفضلية مرور. الجريح يطارد جريحًا وخلفهما سيارة الإسعاف." تاتوووت تعا لهون يا جريح يللا إطلاع هلق بتموت يا إبن العكروووت.. تاتوت ..تاتوت"

..تابوت يبتسم كالخبيث على الرصيف المقابل ويتشاجر مع سيارة الإسعاف. وقال التابوت

 "يا إسعاف.. جريح لك وقتيل لي.. وإلا ممنوع المرور"

ووقع المشكل على أفضلية المرور بين السيارة والتابوت بين لغة معدنية ولغة خشبية.. عند مفرق مستشفى الجامعة الأميركية في شارع الحمرا.

 

 قالوا :

 

 

 وقال لبنان ..إذا كانت بيروت العاصمة ..فشارع الحمرا هو عاصمة بيروت وبقية العواصم..

وقال البحر المتوسط "يا..رأس بيروت يا تاج رأسي.. وياقلب شارع الحمرا يا قلبي

وقالت الجغرافيا..شارع الحمرا يبلغ طوله حوالي الكيلومتر مربع من التعدد والتنوع كأنه كرة أرضية يتصارع مع مساحة لبنان الكانتونية  ذات المساحة 10452 كلم من الزواريب الطائفية والمذهبية.

وقال الشاعر الشوارعي:

 شارع الحمرا يمشي ورائي حيثما سافرت أو سكنت.. الشارع يصعد معي في السيارة في الأسانسور.. الشارع يمشي معي حتى في الكوريدور.. شارع الحمرا البردان من الخوف..هو الآن في سريري..وأهدهده لينام.
A+
A-
share
كانون الأول 2012
أنظر أيضا
01 كانون الأول 2013
01 كانون الأول 2013
01 كانون الأول 2013
01 كانون الأول 2013
أحدث فيديو
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
10 كانون الأول 2024 بقلم زهراء عياد، صحافية
10 كانون الأول 2024
بقلم زهراء عياد، صحافية
07 كانون الأول 2024 بقلم نايا فجلون، صحافية
07 كانون الأول 2024
بقلم نايا فجلون، صحافية
تحميل المزيد