لكني أطرح دائماً على نفسي، وعلى الآخرين، سؤالاً لم أجد له جواباً شافياً حتى اليوم وفيه: لماذا تظل فاعلية الحراك المدني ضعيفة؟ ولماذا لا تؤدي الحملات المدنية هدفها المنشود كاملاً؟
من الممكن، أو ربما الأكيد، أن التركيبة الطائفيّة، والطبقة السياسيّة، وشبكة المصالح المستمرة منذ زمن، قادرة على شلّ كل حركة مواجهة، أو مقاومة لها. وهذا ما يحصل بالفعل، إذ أن خطاب رجل دين أو رجل سياسة يطيح إنجازات كبيرة، أو حتى خروق موقّتة وجزئيّة تحققت.
وتبقى الفاعلية ضعيفة أيضاً لأسباب ذاتية في الناس، في هؤلاء اللبنانيين الذين يعودون في كل مرة الى موروثاتهم وتقاليدهم، واصطفافاتهم القديمة، بل لنقل الى انقساماتهم المَرَضية، القادرة على القضاء على كل الانجازات، والمعوّقة لكل خطوات تقدميّة في البلد.
وثمّة سبب آخر لابقاء الفاعليّة بطيئة، هو موسميّة تحركات المجتمع المدني وتركيبته الضعيفة التي تمنع الاستمرار في الحملات، مما يحدّ من اندفاعها، وربما من فاعليتها، وصدقيتها أحياناً.
المطلوب وضع خطة لمواجهة كل هذه العقبات معاً.