والواقع أن التعليم أساسي لبناء مجتمع صلب. وفي إحدى زياراتي إلى مخيّم في البقاع العام الماضي، توقفت عند مشهد مثيرٍ للإعجاب إذ كان مدرّس سوري يسرد قصّة للأطفال اللاجئين من سوريا. وفيما كان يروي الحكاية بصوتٍ لطيفٍ، كانت عيون الأطفال تلمع. في تلك اللحظة شعرت أنهم استعادوا كرامتهم وثقتهم بأنفسهم. كذلك أدركت أن التعليم هو وسيلة للمحافظة على كرامة البشر وللتخفيف من الألم والمعاناة. وهو يعطي الأمل للأطفال الذين يجلبون بدورهم الفرح لمجتمعاتهم.
إنطلاقاً من هذا المفهوم، تساهم حكومتنا في مشاريع تعليم متنوّعة في لبنان. وتُعتبر إحدى أولوياتنا تحسين بيئة التعليم ولا سيّما مرافق المياه والصّرف الصحي في المدارس. ومؤخراً، أبرمت سفارتنا اتفاقاً مع إتحاد بلديات جبل عامل في الجنوب لدعم إعادة التأهيل الضرورية ل 13 مدرسة رسمية، والتي تشمل تحسين مرافق المياه والصّرف الصحي لديها. ويستقبل عدد من المدارس في لبنان الأطفال اللاجئين من سوريا برحابة صدر، ونحن سنواصل دعمها لتمكينها من مواجهة هذه التحدّيات. وهدفنا من ذلك كله إدخال السعادة إلى قلوب الأطفال.