يُحكى أنّ...

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 01 شباط 15 0 دقائق للقراءة
يُحكى أنّ...
تحكي لي خالتي، الجنوبيّة، كيف كانت تقصد صفد وعكّا لشراء مستلزمات البيت. كانت تمتطي صهوة جواد وتتّجه إلى فلسطين، وتعود في اليوم ذاته. هناك، في الجنوب، كانت العملة المتداولة هي الليرة الفلسطينيّة.

يروي لي صديقي بكري، البقاعي، أنه حين تمكّن أبوه من تحصيل مبلغ كبير من المال بفضل تجارته، سارع إلى شراء أرض، كعادة القرويين، لأنها الضمانة الوحيدة الباقية. إشترى أرضاً في غوطة دمشق.

حتّى وقت قريب، كانت أم محمود وأبناؤها يجتازون «نهر لبنان الكبير» مشياً على الأقدام لزيارة أقاربهم في الجهة الأخرى، وربّما قضاء فصل الصيف أحياناً، قبل العودة بالطريقة ذاتها إلى حيث صدف وجود منزلها.

يحكى أنّه ذات عام، نزح عدد كبير من الفلسطينيين إلى لبنان. لجأوا إليه، هرباً ممن أشعلوا أرضهم دماراً وناراً، في انتظار عودتهم «الوشيكة».

يُروى أنه ذات عام، هرب لبنانيّون حفاة باتجاه شامهم هربأ ممن حوّلوا أرضهم وسماءهم كتلاً من لهب، وبقوا فيها معزّزين مكرّمين، إلى حين عودتهم التي حلّت سريعاً. يحكى أنه ذات عام، حلّت أعداد كبيرة من السوريين فوق «أرض الأرز» هرباً من لهب كان يحاصرهم من كل الجهات.

 يُحكى أن بعض هؤلاء أشعلوا نيراناً في أرض اللجوء. و يُحكى أن معظم اللاجئين ما كانوا إلاّ أفراد أُسرٍ فقيرة، باتوا في عراء العوز والبرد والظلم إلى حين عودتهم التي أرادوها وشيكة.

يُروى أن بعض المضيفين زادوا على بؤس النازحين بؤساً، فأضافوا إلى مرارة غربتهم مرارات.

يُروى أنّ الكثير من المضيفين عملوا بصمت لصون كرامة من فقدوا ديارهم.

يُحكى أن...

A+
A-
share
أحدث فيديو
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
10 كانون الأول 2024 بقلم زهراء عياد، صحافية
10 كانون الأول 2024
بقلم زهراء عياد، صحافية
07 كانون الأول 2024 بقلم نايا فجلون، صحافية
07 كانون الأول 2024
بقلم نايا فجلون، صحافية
تحميل المزيد