المواطنَة في مواجهة "كورونا": تطوّع الشباب اللبناني نموذجاً

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 07 أيار 20 بقلم إيلده الغصين، صحافية 4 دقائق للقراءة
المواطنَة في مواجهة "كورونا": تطوّع الشباب اللبناني نموذجاً
في ظلّ أزمة انتشار فيروس كورونا، قاد الشباب والطلاب والخرّيجون الجدد في لبنان، معظم المبادرات التطوعيّة الهادِفة إلى التوعيّة ومساعدة السكان على الالتزام بالحجر المنزلي ومساندة المستشفيات والقطاع الصحي. وإذا كان الشكل الأنسب لخدمة مفهوم المواطنَة ووقاية المجتمع من الفيروس هو التزام الحجر الفردي، فإن مبادرات الشباب في الخدمة المجتمعيّة تندرج في سياق امتلاك هذه الفئة الديناميّة المطلوبة للتحرّك والإندفاع اللازم للتطوّع المجاني، كما حيازتها المنفَذ إلى وسائل التواصل والاتصال عن بُعد لنشر المبادرات والاستقطاب، معوّلةً على البنية الجسديّة والمناعيّة للفئة الشابة في مقاومة الفيروس.
في ظلّ أزمة انتشار فيروس كورونا، قاد الشباب والطلاب والخرّيجون الجدد في لبنان، معظم المبادرات التطوعيّة الهادِفة إلى التوعيّة ومساعدة السكان على الالتزام بالحجر المنزلي ومساندة المستشفيات والقطاع الصحي. وإذا كان الشكل الأنسب لخدمة مفهوم المواطنَة ووقاية المجتمع من الفيروس هو التزام الحجر الفردي، فإن مبادرات الشباب في الخدمة المجتمعيّة تندرج في سياق امتلاك هذه الفئة الديناميّة المطلوبة للتحرّك والإندفاع اللازم للتطوّع المجاني، كما حيازتها المنفَذ إلى وسائل التواصل والاتصال عن بُعد لنشر المبادرات والاستقطاب، معوّلةً على البنية الجسديّة والمناعيّة للفئة الشابة في مقاومة الفيروس.
تقدّم المبادرات الفرديّة والجماعيّة للشباب والطلاب بشكل خاص، على مختلف أشكال العمل المنظَّم للجمعيّات أو الوزارات، لمواجهة الأزمات المتلاحقة التي يمرّ بها لبنان، أظهر قدرة هذه الفئة على تقديم النموذج الأقرَب إلى مفهوم المواطنَة بما يعنيه من انتماء إلى وطن أو أمّة. مبادرات الشباب التطوّعيّة سواء خلال أزمة انتشار فيروس كورونا الأخيرة، أو خلال الحرائق التي اندلعت قبيل انتفاضة 17 تشرين الأول، أو خلال الانتفاضة نفسها، بيّنت استعداد الشباب لتخطّي الحدود الهويّاتية والمناطقيّة والطائفيّة التي رُسمت منذ الحرب الأهليّة في لبنان، فضلاً عن تجاوز الشباب إشكاليّة ممارسة الحقوق السياسيّة والانتخابيّة في مكان السكن والعلاقة مع الحيّز الجغرافي خصوصاً في العاصمة بيروت، وإشكاليّة الانتماءات الحزبيّة والطائفيّة المتعدّدة التي تحكم الهويّة الخاصة بكل مواطن لبناني.
من بين الأبعاد السياسيّة والإقتصاديّة والثقافيّة للمواطنَة، لعلّ بُعدها الإجتماعي بما له علاقة بالسلوك بين الأفراد في المجتمع بمقدار من الولاء والتضامن، هو البُعد الأكثر تحقّقاً في لبنان. هذا البُعد يتقاطع مع المستوى السابع الذي طوّره عالم النفس الأميركي روجر هارت حول مشاركة الشباب في المسؤوليات الوطنيّة، ويقضي بتوجيه الشباب للقرارات والمشاريع والأفكار التي بادروا إليها، داعين البالغين إلى توفير الدعم اللازم لها أو حتى من دون تدخّلهم. تتعدّد أمثلة مشاركة الشباب للتطوّع في مواجهة فيروس كورونا على صعيد الوطن، ومنها إطلاق المبادرات وحملات التوعيّة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أسّس بعضهم صفحات للتوعية حول الفيروس وسبل الوقاية منه. كما بادر عشرات الشباب في بيروت ومختلف المناطق للتطوّع في خدمة التوصيل المجاني إلى المنازل، عبر نشر أرقام هواتفهم لتأمين الطلبات، بهدف تشجيع المواطنين على البقاء في منازلهم والتزام الحجر الصحّي وتفادي الإزدحام في المحال التجارية. المتطوّعون شكّلوا مجموعات في ما بينهم لتبادل الخبرات حيال سبل الوقاية المتوافرة من كمّامات وقفازات ومواد تعقيم، وتواصلوا مع الصليب الأحمر اللبناني لتقديم دورات تدريبيّة للمتطوّعين.
نموذج التعددّية والتنوّع في الجامعة اللبنانيّة كمدخل لتحقيق المواطنَة، ظهر من خلال دور طلابها الذين كانوا سبّاقين إلى التطوّع لمواجهة الفيروس. طلاب الطب في الجامعة، إضافة إلى طلاب من جامعة بيروت العربيّة، تقدّموا للمناوبة في قسم الكورونا في مستشفى رفيق الحريري الجامعي الذي يعدّ المركز الأول لاستقبال المصابين وفحصهم مجانياً وعزلهم. طلاب كلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية وخرّيجوها من ممرضات وممرّضين، أعلنوا من جانبهم التطوّع لزيارة المنازل خدمةً لمرضى الأمراض المزمنة. طلاب الكيمياء في الجامعة، أطلقوا أيضاً مبادرة لتعقيم المحال التجاريّة بالتنسيق مع طلاب الطب، هدفت إلى مساعدة أصحاب المحال الصغيرة والمتوسطة على تعقيمها.
أزمة النقص في أجهزة التنفّس في المستشفيات التي تعاني منها مختلف البلدان، دفعت عدداً من طلاب وخرّيجي الهندسة إلى إطلاق مبادرة "متنفّس لكلّ لبنان" بهدف صناعة آلة للتنفّس الاصطناعي. المبادرة تحوّلت إلى خليّة أزمة علميّة تضمّ أكثر من 270 اختصاصيّاً من مجالات مختلفة، تلقّفتها وزارة الصناعة، وباتت تشمل إنتاج أجهزة تنفّس بالمواد المتوافرة في السوق وجمع الأجهزة الموجودة وتصليح أعطالها. كذلك جرى إطلاق منصّة إلكترونية للعمل على تطوير نماذج مبدئيّة (Prototype) لأجهزة تنفّس وقياس حرارة عن بُعد وماسكات واقية. كذلك سُجِّلت مبادرة لفريق من المهندسين والمبرمجين لتطوير تطبيق يربط الناس بمحال خدمة التوصيل وتسهيل وصولهم إليها إلكترونياً في نطاق سكنهم.
 
A+
A-
share
أيار 2020
أنظر أيضا
07 أيار 2020 بقلم نور المللي، منسق إعلامي لمختبر"شّدة" الإعلامي
07 أيار 2020
بقلم نور المللي، منسق إعلامي لمختبر"شّدة" الإعلامي
07 أيار 2020 بقلم ناتالي روزا بوخر، كاتبة وباحثة
07 أيار 2020
بقلم ناتالي روزا بوخر، كاتبة وباحثة
24 آذار 2021 بقلم ايمان العبد، صحافية
24 آذار 2021
بقلم ايمان العبد، صحافية
أحدث فيديو
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
10 كانون الأول 2024 بقلم زهراء عياد، صحافية
10 كانون الأول 2024
بقلم زهراء عياد، صحافية
07 كانون الأول 2024 بقلم نايا فجلون، صحافية
07 كانون الأول 2024
بقلم نايا فجلون، صحافية
تحميل المزيد