شهدنا في الأشهر الماضية ظاهرة تكتسب زخماً بشكل مطرد في لبنان. لقد ساد تصوّر لفترة طويلة، مفاده أن الشعب اللبناني ينظر إلى نفسه فقط في سياق جيوسياسي أكبر مرتبط بـ "محاور" دولية متنافسة، مما يجعل كل الإعتبارات الأخرى ذات أهمية ثانوية. ولكن التطورات الأخيرة في البلاد، حوّلت تركيز الشعب إلى الداخل ودفعته إلى طرح المزيد من الأسئلة الحيوية المتصلة بحقوقه وهويته.
هذا الملحق، في النسختين، المطبوعة والإلكترونية، الصادرتين منذ كانون الأول/ديسمبر 2019، مموّل من ألمانيا من خلال البنك الألماني للتنمية KfW، ويعكس تفاني هذا البلد ودعمه الكامل لرعاية المساحات الإعلامية الآمنة والإيجابية للمناقشة العامة التي تعزّز الخطاب العقلاني والخالي من الكراهية، كجزء من مهمة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لبناء السلام.
في وقت نشهد فيه هذا التغيير البالغ الأهمية، من المهم أن يعكس هذا المجال الإعلامي التشاركي الذي بين أيديكم، الوعي المتقدم لدى اللبنانيين في اكتشاف أنفسهم مرة أخرى والتعرّف على إمكاناتهم الهائلة. ويسترشد المساهمون في هذا العدد من الملحق، بمن فيهم الباحثون والناشطون والكتّاب والفنانون، بالخطاب في الساحات والشوارع العامة، ليناقشوا أحدث الحركات الإجتماعية في البلاد كجزء من ممارسة وطنية لإعادة النظر في معنى المواطنة والمشاركة في الحياة العامة وإعادة تقييم هذا المعنى، والتي يمكن أن تشكل إشراكاً أفضل، وتحفّز الإصلاح وتؤدي في النهاية إلى بناء سلام مستدام.
بالإضافة إلى هذا الملحق، يشارك بنك الإئتمان الألماني لإعادة التنمية، في تعزيز المشهد الإعلامي الإيجابي في لبنان، من خلال دعم تنفيذ "ميثاق الشرف الإعلامي لتعزيز السلم الأهلي في لبنان" الذي وضعه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة "تومسون رويترز"، بحيث تعهدت وسائل الإعلام المشاركة رفض التمييز، وتعزيز السلام الأهلي والإحترام، بما في ذلك من خلال تمويل الدراسات الإعلامية التي يقوم بها كل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة "مهارات". كما نقوم بتمويل تنظيم حملات للتوعية الوطنية التي تهدف إلى مكافحة الأخبار الكاذبة والدعاية والمعلومات المضللة أو الخاطئة.