لقد تحدّثت إلى الشباب ذوي الإعاقة، وصوصاً ذوي الإعاقة الذهنيّة، حول كيفية تعزيز الإدماج وبناء السلام، وأفتخر بأن أشاطركم رسائلهم التي قمت بتقسيمها إلى ثلاثة أجزاء: الشخص المعوّق؛ الأسرة؛ والمجتمع.
أوّلاً، يتمتّع الأشخاص ذوو الإعاقة، على المستوى الفردي، بإمكانات قويّة وقدرات متعدّدة تحتاج إلى الرعاية والتطوير.
«توقّفوا عن إخبارنا بما لا يمكننا فعله؛ نحن مستعدّون لمساعدتكم على اكتشاف قدراتنا. نحن بشر أوّلاً، وبالدعم، يمكننا تغيير العالم» قالت منال.
وصرّحت ميري بوغوسيان، أخصائية التعليم - الإدماج في اليونيسف «يحتاج المعوّقون، شأنهم شأن كلّ طفل وشاب، إلى الحصول على التعليم والخدمات الأخرى لإطلاق العنان لإمكاناتهم. وجميع الشركاء في التعليم ملزمون بإدراج الأطفال ذوي الإعاقة في البرامج العادية. وينبغي على مختلف الخدمات بذل المزيد من الجهود لضمان تحديد الأطفال ذوي الإعاقة وتقديم الدعم المناسب لهم».
ثانياً، لكي ينمو الأطفال ويثقوا بأنفسهم، عليهم البقاء في كنف عائلاتهم. فهم بحاجة إلى حبّ وحنان الوالدين، وإلى الجدال وحتّى القتال مع إخوتهم وأخواتهم لتعلّم كيفية مواجهة المشاكل وحلّها، وهم بحاجة إلى تعلّم قواعد المجتمع مع نظرائهم.
وتضيف منال «لدي ثقة بنفسي لأنّني ترعرعت في عائلة قويّة جدّاً تحترمني.
وأتّخذ قراراتي لأنّ عائلتي دعمتني؛ إستمعوا إليّ واحترموا قراراتي.
وأقول بصوت عالٍ ما عليّ قوله؛ علّمتني عائلتي أنّني أملك نفس القيمة التي يتمتّع بها الجميع.
ولمساعدتنا بشكلٍ أفضل، تحتاج العائلة للدعم. ولا بدّ من سماع أصوات العائلات من أجل إيجاد إجوبة عن أسئلتهم».
وأضافت بوغوسيان «إنّ الطلب يتماشى مع عمل اليونيسف والحكومة اللبنانية بشأن تعزيز التعليم الشامل ودعوة المؤسسات السكنيّة إلى تعزيز البدائل العائلية».
وأخيراً، كانت رسالة الشباب إلى مجتمعهم قويّة وواضحة أيضاً.
في عام 2017، كشفت الدراسة الإستقصائية التي أجرتها منظمة اليونيسف حول المعارف والمواقف والممارسات في لبنان أنّ واحداً فقط من أصل أربعة أشخاص يعتقدون أنّه ينبغي إدماج الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية في المجتمع. «تعمل اليونيسف مع شركائها على أنشطة تواصل من أجل التغيير السلوكي والإجتماعي لتخطّي المفاهيم الخاطئة حول قدرات الأطفال، والخوف، والإفراط في الحماية، والشفقة، وعدم الإكتراث لتطبيع الإعاقة، وزيادة قبولها كجزء من التنوّع البشري، واعتبار الأشخاص ذوي الإعاقة أعضاء مساهمين في المجتمع».
«يتعرّض الأشخاص ذوو الإعاقة للتمييز في المجتمع. فهم غير مرئيّين ولا يشاركون في حياة مجتمعهم. وهذا يخلق الخوف بسبب الجهل حول الإعاقة. وهو مضاعف في المجتمعات التي لا تقبل الإختلاف والتي لا تملك قوانين لحماية الأشخاص ذوي الإعاقة» تقول ميا.
وتختم قائلة: «نحن موجودون في هذا العالم لكي نبقى، ونريد أن نعيش بسعادة ونشارك في حياة مجتمعنا حتى نعمل معاً لجعل هذا العالم مكاناً أفضل للعيش».