لقد رأيت، خلال هذه الثورة الجميلة التي يشهدها لبنان، أطفالاً وشباباً في شوارع بيروت وهم يرفعون أصواتهم من أجل مستقبلٍ أفضل، وقد أذهلتني طريقة تعبيرهم وسلميّتهم، لذا انجرفت في حماستي.
لا بدّ من سماع أصوات الجيل الجديد. نحن بحاجة إلى الإصغاء إلى هذا الجيل وتصويب الأمور من أجله، فهو حاسمٌ في تشكيل المستقبل، ويريد أن يسهم في الحلول التي تطالب بها البلاد. ويجب أن تكفل هذه الحلول إمكانيّة حصول كلّ شاب على فرص التعليم والتنمية. كما يجب أن تضمن هذه الحلول تمتّع كل طفل بحقّه في الطفولة. ولا ينبغي التخلّي عن أيّ فتى أو فتاة، ليكونوا عرضةً لسوء المعاملة أو الإستغلال، أو لأمراض مميتة يمكن الوقاية منها، أو للبقاء خارج المدرسة.
في كفرناحوم، كان زين يشعر بأنّه «غير مرئي» مثل «الحشرة». وهو يمثّل واحدًا فقط من العديد من الأطفال المحطّمين الذين نراهم في شوارع لبنان - أحياناً يبيعون العلكة وأحياناً الزهور، وأحيانًا يحملون الأثقال، وتُجبرهم الحياة على اختبار الجوع، والإساءة، والاستغلال، والعنف، وانعدام الحماية، والمرض، والخوف المستمرّ على حياتهم ...
من واجبنا تغيير هذا الواقع. ولا يمكننا أن نتكيّف مع هذا الوضع. وكلّ إنجازات حقوق الطفل التي نحتفل بها يجب أن تشمل كلّ فتاة وفتى، أينما كانوا ومهما كان وضعهم. فنحن جميعاً لدينا القدرة على القيام بشيء ما.
لنُعِد لهم طفولتهم. لقد حان الوقت لتجديد التزامنا، ومعالجة التحديّات الحقيقية التّي يواجهها العديد من أطفال وشباب القرن الحادي والعشرين. إنّها اللحظة التّي يجب أن يستمع فيها جيلنا إلى أصواتهم ومطالبة سياسيّينا، وحكوماتنا، وقادة أعمالنا، والمجتمع الدولي، ومجتمعاتنا الإيفاء بالتزاماتهم واتّخاذ حالاً إجراءات فعليّة من أجل لأطفال.
في الآونة الأخيرة، وبينما يحتفل العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لإتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، يتعيّن أن نذكّر أنفسنا بأنّ الجيل القادم يحلم ببلدٍ يعكس تطلّعاته نحو المساواة في الحقوق للجميع. يجب ألا نضيّع هذه الفرصة لأننا لن نحظى بفرصةٍ ثانية. إذ نحن مدينون لهم ولأحلامهم بلبنان أفضل.