عائدون
عائدون.
لنبنيكَ يا وطني
ونقبّل الصفصاف والزيتون.
ولك الحب المعطّر بالحياة وبالسلام.
وأضعاف أضعاف الشوق المكنون.
عائدون.
جمال حساني
حلب - العمر 13
© عمل فني لديانا حلبي
لعبة الهرب من الموت
غرق الطفولة البريئة في عيون السوري
عندما أتذكر سوريا، أو الطفل السوري، لا يخطر ببالي إلا صورة حزينة مؤلمة لطفل سوري، رَسمت الدماءُ معاناته في الحرب السورية التي لم تعرف الرحمة.
فقد سَرقت الحرب حق الأطفال في العيش بسلام وأمان، وحقهم في اللّعب والتعلّم في المدارس التي دُمرت بشكل كامل.
أصبحت مناطق عسكريّة، لا تعطي إلا دروساً في الموت، وتعلّم ثقافة القتل على مقاعد الطلاب.
فقد جرّدت الحرب الأطفال من أبسط حقوقهم الطفولية.
فبات أكبر حلم للطفل في سوريا هو البقاء على قيد الحياة، وأجمل هواية يمارسها يومياً هي الركض بسرعة نتيجة قصف مفاجئ. الهرب بعيداً إلى مكان آمن أو أكثر أمناً.
ولا يعرفون سوى لعبة واحدة يشارك الجميع فيها. لعبة الهرب من الموت.
ولعلّ صورة الطفل السوري الغارق على شواطئ تركيا، تعكس مدى المعاناة التي هزّت العالم كله.
فهذه الطفولة السورية البريئة، غرقت براءتها بغرق الطفل، ومات مستقبل جيل الطفولة قبل موت الطفل في البحر.
فأنقِذوا ما تبقّى من أطفال سوريا...
فادي الأحمد
حلب - العمر 13
الأرقام
10-9 رقم صفّي
16 رقم خيمتي
26 رقم مخيّمي
3 رقم طاولتي في الصف
5 رقمي بالاجتماع
3212576 رقم بطاقة الأمم المتّحدة.
قائمة لا تنتهي من الأرقام
التي باتت تزعجني وتسبب لي الإضطراب.
عندما كنّا في سوريا لم أكن أرى هذه الأرقام
سوى في كتاب الرياضيات.
المادة التي كنت أحبُها.
أما الآن، فصرت أكره هذه المادة
التي صارت تخنقني يوماً بعد يوم.
أمي صارت رقماً،
وأبي رقماً آخر،
وأختي،
وأخي،
وأنا،
أرقاماً... أرقاماً...
وبتنا نعدّ الأيام بلا طعم،
مجرّد أرقام تمرّ.
على أمل،
أنتظر رقم يوم آخر
يقولون لي فيه إننا سنعود إلى بلدنا،
عندها،
سأمحو تلك الأرقام،
وأحمل هويتي، هوية سوريا.
لم نعد نشعر بأننا بشر، بل رجال آليون لنا أرقام نُعرف بها وليس أسماء.
شكري عسكر
حلب - العمر 11
البرد
كنا نعيش في بلدنا بأمان،
ولكن نزحنا وجئنا إلى لبنان،
بسبب الحرب.
إنني أكره الشتاء.
حين كنا في خيمتنا جالسين في البرد القاسي،
والعاصفة تجعل الشوادر تصدر أصواتاً مرعبة،
كان كل يوم أبي يذهب ويجمع بعض الأخشاب والكراتين لكي ندفأ.
كنا في سوريا لا نشعر بالبرد، ولا نسمع هذه الأصوات أبداً...
كنت أحب الشتاء كثيراً، ولكن الآن لا أحبه.
الشتاء الماضي مات أطفال من البرد.
وهذا الشتاء، أخاف أن أموت أنا،
أو أحد إخوتي، أو أصدقائي...
يا رب، أرجعنا إلى بلدنا سوريا، لنعيش بأمان ودفء.
فاطمة التامر
ادلب - العمر 10
أسئلة بريئة
ألست طفلة؟!
ألا أملك براءة الأطفال؟
وطموحهم؟!
وذلك الحبّ والنقاء؟
فلمَ لا أعيش مثلهم؟
بأي حقّ يضيع حلمي؟
ويتوه معه الأمان؟
مَن الذي سرق من بلدي الحنان؟
ومن الذي استبدل الحرب بالأمان؟
ولكن سأستردّ حقوقي
رغماً عن الأحزان،
فالحب والحقّ والخير،
منتصرون على الطغيان.
شيماء علوش
حمص - العمر 12
الله يفرجها عَ بَلَدي
غصّة ورا غصّة...
كيف ولوين رايحة هالقصّة؟
نفوس مقهورة
وقلوب مكسورة
وذكريات الناس
على حيطان البيوت
المهجورة.
لمين بدنا نحكي؟!!!!
وعلى مين بدنا نبكي؟!!
وبترجع الغصّة.
شوية أمل.
ونقول ما إلنا غير الله
إلّي عالم بكل هالقصّة.
تغريد عزالدين
حمص - العمر 14
© عمل فني لاماندين بروناس