لا يمكن للجميع انتظار مثل هذه التوقعات حين تُعرض عليهم وظيفة جديدة؛ ولعدد متزايد من الأشخاص حول العالم، إنها لا تتعدى خانة الأمل، كي لا نقول الحلم.
والاقتراب من تحقيق هذا الحلم هو هدف أساسي في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 حيث ينصّ الهدف 8 على «تعزيز النمو الاقتصادي المطّرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع».
ومع تزايد حدة الأزمة في سوريا، يتزايد عمق تأثيرها على لبنان؛ فالبطالة تتزايد والتوترات الاجتماعية لا تنفكّ تظهر بين المجتمعات المختلفة.
إلا أن هذا كله ليس سوى وجه واحد من وجهي العملة. أما الوجه الآخر فيوفر طرقاً للاستفادة من اليد العاملة السورية بحيث تساهم، إيجابياً، في تعزيز الاقتصاد في لبنان، كما المشهد الفني والثقافة والأنشطة الاجتماعية.
وغالباً تنسى وسائل الإعلام هذا الجانب من القصة الذي تطغى عليه الأزمة السورية وتداعياتها على لبنان.
يعرض الملحق الذي بين أيديكم الآن وجهَيْ العملة. ويركز على اليد العاملة السورية بشكل خاص، ويحاول تقديم نهجٍ هادئ وعقلاني للتعامل مع مسألة غالباً ما ينظر إليها على أنها مثيرة للجدل. كما يُفسح هذا العدد المجال أمام إيجاد استجابات مبتكَرَة تفيد اللبنانيين والسوريين على حدّ سواء، وتساعد في بناء مستقبل هذا الجيل الشاب.