النازحون السوريون يد عاملة تشارك بإنتاج التبغ في الجنوب

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 01 كانون الأول 17 0 دقائق للقراءة
النازحون السوريون يد عاملة تشارك بإنتاج التبغ في الجنوب
© تصوير: عزيز طاهر
وجد مزارعو التبغ في منطقة بنت جبيل بجنوب لبنان، في مشاركة العائلات السورية النازحة، يد العون لتحسين الانتاج في ظل الظروف الصعبة والإمكانات المادية المحدودة. يقول المزارع الستيني أبو حسين في بلدة عيترون: «أشرف حالياً على زراعة 12 دونماً، وأستعين بعدد من أُسر النازحين السوريين الذين يسكنون في الحي». ويوضح «زراعة التبغ متعبة، وأيام العمل فيها كدائرة متصلة ببعضها البعض، وتتداخل فيها المواسم».
ويتابع خلال انهماكه في شَكّ أوراق التبغ بمعية أفراد من أسرته وعاملات سوريات: «شاركتهم الزراعة لأن اليد العاملة والنفقات إذا صُرفت على أُصولها يكون الانتاج بقدر المصروف».
ويشير إلى أن «اليد العاملة السورية المؤقتة، وخصوصاً في وقت الغرس، هي عامل مساعد لرفع الإنتاج».
تشكل زراعة التبغ في منطقة بنت جبيل مورد رزق العديد من العائلات. وتُعد من أبرز المحاصيل الزراعية بعد الزيتون، كما لازمت المزارع في أيامه الحلوة والمرّة، قبل الاحتلال الإسرائيلي وخلاله وبعده، في غياب أي زراعات بديلة.
وتتطلب زراعة التبغ ستة عشر شهراً من العمل المستمر، من البذار في مساكب العناية الفائقة، إلى غرسها في الأرض الصالحة، ونموها، فالقطاف والشك والتبسيط والتصنيف والتجهيز، وصولاً إلى المرحلة الأخيرة حين يتم تسليم المحصول إلى إدارة حصر التبغ والتنباك.
في منزلها ببلدة كونين، تعمل حنان في شكّ أوراق التبغ الموضوعة على طاولة بلاستيكية أمامها، وهو المحصول الذي جنته من زراعة مساحة أربعة دونمات من الأرض.
وتوضح «أجور اليد العاملة مرتفعة وباهظة بالمقارنة مع الإنتاج، ولكن منذ سنتين (...) بدأنا نستعين بعاملات من النازحات السوريات ندفع لهن نصف ما كنا نعطي اللبنانيات يومياً، أي عشرين ألف ليرة».
تضيف «في مرحلتي القطاف والشك ندفع عن الخيط الواحد ألفي ليرة، ولكن النتيجة على الأقل أفضل من الماضي مع الاستعانة بالنازحات السوريات عند الحاجة، وخصوصاً في موسم الغرس».
قبل سنتين نزحت بهية من سوريا إلى مدينة بنت جبيل، ولم تكن تعلم شيئاً عن زراعة التبغ. وعن ذلك تقول «تعلمت خلال أيام قليلة كيفية «تشتيل» الأرض مع الجيران، ومن ثم بدأنا معهم العمل شراكة في الإنتاج».
وباتت بهية وأفراد من عائلتها يجيدون كل تفاصيل هذه الزراعة، من الغرس والقطف والشك والتيبيس والجمع، ما عدا زراعة البذور في المشتل وتربية الغرسة الأولى.
وتوضح في هذا الصدد "هذه المرحلة صعبة وتحتاج إلى دقة ومعرفة بالأمراض التي تصيب المشتل. فكل مرض له إسم ودواء».
وتتطلب زراعة التبغ، وفق مرشد زراعي في مكتب إدارة حصر التبغ والتنباك، «الكثير من الخبرة والتطوّر والمواكبة نظراً إلى الأمراض التي تصيب الغرس والشتل».
ويقول «على المزارع أن يكون ملمّاً بها ويعرف الحد الأدنى من خبرة المعالجة والمراقبة اليومية، والاهتمام بتعقيم التربة ورش المبيدات، وحرث الأرض، وزراعة بذور منتقاة من نبات غير مصاب بالمرض، وتجنّب الزراعة الكثيفة». وتقتصر مشاركة النازحات السوريات على مراحل محددة.
من جانبه، يشدّد نائب رئيس الاتحاد العمالي العام رئيس نقابة حصر التبغ والتنباك في لبنان حسن فقيه على أن «زراعة التبغ هي زراعة بيتية متوارثة، ولها آليات متعلّقة بالخبرة والدقة لتفادي إنتاج محصول غير سليم».
وانطلاقاً من ذلك، يوضح أن «العمالة السورية تقتصر على فترة الغرس في أكثر الأحيان».
 
A+
A-
share
كانون الأول 2017
أحدث فيديو
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
10 كانون الأول 2024 بقلم زهراء عياد، صحافية
10 كانون الأول 2024
بقلم زهراء عياد، صحافية
07 كانون الأول 2024 بقلم نايا فجلون، صحافية
07 كانون الأول 2024
بقلم نايا فجلون، صحافية
تحميل المزيد