إن التحوّلات التي يشهدها العالم لا تبشّر بكثير من التفاؤل حيال الأزمات القائمة، ومنها قضية اللاجئين والنازحين، إذ أن معظم الدول غارقة في لجج مشكلاتها السياسية والأمنية خصوصاً، والاقتصادية الى حد ما، وفق الدراسة. وتتفاقم المشكلة بسبب قصور الالتزام الدولي بإيجاد الحلول الفعلية لتسوية الصراع، والاكتفاء بالمقابل في تأمين حياة الكفاف والحد المتواضع من الخدمات الصحية والتعليمية والمجتمعية فقط لا غير.
اليوم يغرق لبنان في مشكلاته الداخلية مجدداً، بعدما كان وضع ملف اللاجئين السوريين في رأس جدول اهتماماته، وحمله الى الأمم، لعدم تحويل قضية السوريين اشبه بقضية الفلسطينيين، فلا يدوم لجوؤهم الموقّت سنوات وسنوات، إذ أن ظروف عودتهم تختلف كثيراً. تراجعت القضية حالياً عن واجهة الاهتمام، الا أن ذلك لا يعني، في كل حال، أن اهميتها تراجعت، أو أن تأجيلها يدخلها في طور النسيان، لأنها قضية وجودية بالنسبة إلى لبنان الذي لم يعد يحتمل مزيداً من الضغط، خصوصاً إذا ما زادت الضغوط عليه. لكن المشكلة ليست أحادية الجانب، بل متعددة الأطراف، فهي سورية أولاً وأخيراً، وهي عربية، وهي أممية، ويجب الاّ يتخلى أي طرف عن مهمته حتى لا يدفع اللاجئون مرة جديدة ثمن صراعات الأخوة.