«سكاكين» مسرحية لبنانية - سورية مشتركة

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 01 تموز 15 3 دقائق للقراءة
«سكاكين»  مسرحية لبنانية - سورية مشتركة
بكى بعض النازحين السوريين عندما علموا بأنهم سيشاركون في عملٍ مسرحي لبناني – سوري مشترك، وأن هذا العمل سيُعرض أمام أهلهم من النازحين.
مسرحية «سكاكين» جاءت بعد نقاشات مستفيضة خلال ورش عمل بإشراف «شبكة مجموعات شبابيّة» حرصت على تسهيل هذه النقاشات وإدارتها بين شبابها وشباب اللجنة السورية لتحاكي يوميات العلاقات بين المواطنين اللبنانيين والنازحين السوريين من مختلف جوانبها، الإقتصادية والأمنية والإجتماعية. هذه المسرحية إذن هي ثمرة جهود عشرات الشباب اللبنانيين والسوريين الذين التقوا وتصارحوا، وسمّوا الأشياء بأسمائها بدون أي مواربة، واتفقوا على أن يقولوا كلمة حق بأن ثمة سكاكين في سوريا، وسكاكين في الخاصرة اللبنانية.
وقد وافق الجميع على أن يصوّر الكاتب ما يجري في لبنان وسوريا بالدوّامة التي لا يعرف أحد كيفية الخروج منها إلاّ بالحوار الصريح والسلام.
المشهد الأخير من المسرحية يعرض هذه الدوّامة من خلال رقصة جماعية تُعرف بالرقص «المولوي»، بحيث يدور الراقص أو اللاعب على نفسه كعقارب الساعة التي لا تتوقف إلا إذا سحبنا منها البطارية أو بدّلنا عقاربها بحمامات سلام...
خلال كتابة النص علت الأصوات من الطرفين اللبناني والسوري خصوصاً في ما يتعلّق بالحقوق والواجبات... فالسوري طالب بمساواته باللبناني إذا نزح إلى سوريا لسبب أو لآخر، بينما شكا اللبناني من منافسة الأيدي العاملة له في جميع المجالات وحتى في الدراما السورية، والحكاية تقول إن الجميع استعان برأي شبكة مجموعات شبابيّة المواكبة، واستأنسوا بآراء ومشاركة فعليّة من قِبل إعلاميين محليين وفنانين محترفين من معارفهم وأصدقائهم وزملاء الكاتب، وبينهم كاتب هذه السطور الذي اقترح أن يكون الحل هو الدوران حول النفس في محاولةٍ للتعبير عن واقع ما يجري لقول الحقيقة عن معاناة الشعبين، مع السرد الكامل لما يجري بينهما في العلن والخفاء؛ وكل ذلك للمساعدة في الخروج من مأزق السكاكين المشترك والمفروض على الشعبين.
ولا شك في أن النقاشات حول «سكاكين» تحولت مع الوقت إلى مصارحات، ومن ثم إلى توضيحات وأسئلة، وتطورت إلى صداقات بين اللبنانيين والسوريين ولا سيما حول موضوع التعايش السوري - اللبناني، ليس فقط على صعيد المشاركين، بل تطرّق النقاش أيضاً إلى جميع النازحين في مناطق الجنوب اللبناني.
ويجدر القول في هذا السياق أن بلدات وقرى جديدة مرجعيون، والخيام، والقليعة، وكفركلا، وكفرشوبا، وإبل السقي تتمتع كلّ منها ببعض الخصوصيات في طريقة العيش اليومي، أضف إلى ذلك أنّ لكلّ منها رأيها الاجتماعي والسياسي العام. من هذا المنطلق، حاول المشاركون مناقشة طرق الحياة اليومية وعاداتها، ممّا أتاح الوصول إلى حلول مقبولة من الطرفين.
على سبيل المثال، بلدة إبل السقي معروف عنها خصوصية شبابها، ومعروف عنها أيضاً كبلدةٍ جنوبية ندرة الوجود السوري فيها، إلاّ أن الاختلاط بين المشاركين في العمل خلق أجواء جديدة وتقارباً حتى في السهرات واللقاءات الدائمة إلى حدود النقاشات اليومية وحتى السياسية بكل صراحة وتفاهم وإظهار ما كان غير معروف لدى الطرفين.
في الخلاصة، لقد نشأت صداقات وزيارات عائلية وجلسات استمرّت حتى كتابة هذه السطور، كما أتاحت سبل التعاون في جميع المجالات وخصوصاً المجال الاقتصادي.
إن مجرّد الجلوس جنباً إلى جنب في العمل نفسه، أفسح في المجال لصداقات ونقاشات حقيقية وصريحة ستؤدي من دون شك إلى تسهيل التعايش بين السوريين واللبنانيين ولا سيما أنه انتقل من أعمار الشباب إلى عائلاتهم وحتى أطفالهم.
إن التدريب على إنجاز النصوص وتقنيات العرض المسرحي من إضاءة، وصوت، ومؤثرات، وإعداد موسيقي، واستخدام الأستوديو؛ إضافة إلى قواعد التمثيل المعتمدة، وأصول مخارج الحروف وحتى الغناء؛ كل ذلك كان من ضمن حلقات التدريب على المسرحية مع المناقشة والاستماع إلى جميع الآراء في محاولة جادّة وحقيقية لترك الآثار الإيجابية في نفوس المشاركين، والإفساح في المجال أمامهم، وخصوصاً أمام النازحين السوريين، للتعبير عن آرائهم الإنسانية بعيداً كل البعد عن السياسة.
في الواقع، إن «سكاكين» محاولة متواضعة لمدّ اليد اللبنانية، وإن من خلال المسرح، للمساعدة على الخروج ولو نفسياً من الأزمة السورية التي يشوبها اللون الرمادي.
A+
A-
share
تموز 2015
أنظر أيضا
01 كانون الأول 2015
01 كانون الأول 2015
أحدث فيديو
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
10 كانون الأول 2024 بقلم زهراء عياد، صحافية
10 كانون الأول 2024
بقلم زهراء عياد، صحافية
07 كانون الأول 2024 بقلم نايا فجلون، صحافية
07 كانون الأول 2024
بقلم نايا فجلون، صحافية
تحميل المزيد