وأظهرت ألمانيا دعماً متواصلاً للبنان، جدّده وزير خارجيتها فرانك فالتر شتانماير خلال زيارته الأخيرة إليه قبل نحو شهرين، حيث أكد أن الحكومة الألمانية «لن تترك لبنان يتحمَّل وحيداً مثل هذه المسؤولية».
كذلك قامت ألمانيا التي تكنُّ إعجاباً شديداً للشعب اللبناني، بتخصيص أكثر من 280 مليون دولار أميركي للبنان، وأنفقت ما يصل مجموعه إلى 960 مليون دولار لمعالجة أزمة اللاجئين السوريين فيه منذ عام 2011.
أودّ الإشارة إلى أن ألمانيا تعهّدت (منذ عام 2011) قبول 100,000 سوري على أسس إنسانية، أي ما يزيد عمّا تعهدته بقية دول أوروبا وأوستراليا وكندا مجتمعة. وهي منذ عام 2012 تتجاوز بشكل متواصل فرنسا باعتبارها الدولة الأوروبية التي تشهد أكبر عدد من طالبي اللجوء. وسيصل هذا العدد بحلول عام 2016 على الأغلب إلى 150,000 شخص من سوريا وحدها. كما أنفقت البلديات الألمانية حتى الآن نحو 520 مليون أورو على الجهود الإنسانية المرتبطة بالأزمة السورية. وتم استخدام جزء من هذا المبلغ لبناء مراكز استقبال للاجئين في مختلف أنحاء ألمانيا.
وينبع التزام ألمانيا من إحساس بالمسؤولية خصوصاً أنها سبق وتعرّضت لأزمة لاجئين مماثلة إثر الحرب العالمية الثانية. وأصبحت الحكومات الألمانية المتعاقبة شريكاً موثوقاً وفعَّالاً في تقديم المساعدات الإنسانية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم.