سيكون عام 2020 عاماً حاسماً في ما يتعلق بمسائل تعزيز جدول أعمال المرأة في مجال الوساطة وحل النزاعات وحفظ السلام والأمن. كما سيكون العام الذي يجب أن نطلق فيه نواقيس الخطر وصفارات الإنذار في كافة أنحاء العالم، وبخاصة في منطقتنا، لنقول إن تمثيل النساء ما زال تمثيلاً ناقصاً في هذه المجالات وما زالت آراؤهن غير مسموعة.
"المرأة ليست مجرّد مراقِبة في حالات النزاع"، هكذا تقول ليما غبوي الحائزة على جائزة نوبل للسلام وهي ناشطة ليبيرية من أجل السلامِ ومسؤولة عن قيادة حركة سلام نسائية لاعنفية عملت على وضع حدّ للحرب الأهلية الثانية في ليبيريا، "لماذا إذاً يجب أن تكون مجرّد مراقِبة في حالات حل النزاع؟".
يُظهر عدد ملحوظ من الأبحاث الأكاديمية أن إشراك المرأة في عمليات حل النزاع من شأنه أن يعزز شرعية أي عملية سلام ومصداقيتها وأن الاندماج والاستدامة يسيران جنبًا إلى جنب. فحين يتم إشراك المرأة في عمليات السلام، ثمة زيادة بنسبة 20% في احتمال صمود اتفاقية لمدة عامين على الأقل، وزيادة بنسبة 35% في احتمال صمود اتفاقية لمدة خمسة عشر عاماً على الأقل! وفي الوقت نفسه، حينما تفشل عمليات السلام في إشراك المرأة، تنهار اتفاقية السلام في غضون خمس سنوات.
إضافة إلى ذلك، تشير دراسات قام بنشرها معهد السلام الدولي إلى أن عمليات السلام التي عادة ما تتمحور حول قضايا مثل وقف إطلاق النار وتقسيم الأراضي وتقاسم السلطة، تعمل اليوم على إدماج قضايا اجتماعية مثل التعليم والرعاية الصحية وما إلى ذلك.
وفي هذا السياق ومن هذا المنطلق، قامت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الإيطالية بإطلاق شبكة النساء الوسيطات المتوسطيات (MWMN) في عام 2017 وتواصِل دعمها والترويج لها في بلدان البحر المتوسط. وتهدف المبادرة إلى تلبية الحاجة إلى زيادة عدد النساء المشاركات في جهود صنع السلام وتيسير تعيين نساء وسيطات على المستويين المحلي والدولي.
وبصفتنا أعضاء في شبكة النساء الوسيطات المتوسطيات من لبنان، فقد أخذنا على عاتقنا، كأفراد وكمجموعة، النهوض بجدول أعمال المرأة في السلام والأمن ضمن مجالات عملنا التي تمتد على مستوى المجتمع المحلي والمستويين الوطني والدولي.
نحن نتشارك كما ونعمل على تعزيز قيمنا المشتركة المتمثلة في التسامح والدفاع عن حقوق المرأة وإشراكها في عمليات السلام والأمن. ونعتقد بأنه لا يمكننا الحصول على الدعم السياسي والاجتماعي الكافي إلا عبر الريادة بالأسوة، من الرجال قبل النساء، لضمان إشراك المزيد من النساء في جهود بناء السلام على المستوى الشعبي والوطني وعبر الحدود.
فيما تتصفحون هذا العدد من ملحق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المُعَنْوَن بشكل ملائم "بناء السلام في لبنان"، ستتعرفون على العمل الرائع الذي يقوم به مختلف المعنيين في لبنان من أجل النهوض بجدول أعمال المرأة والسلام والأمن. هذه الجهود المبذولة هي مصدر إلهام ويجب أن تكون بمثابة نقاط انطلاق للفتيات والنساء لكي تُؤمِنّ بأنه يمكننا إحداث التغيير عندما نتوقّف عن لعب دور المشاهد ونضطلع بأدوار نشطة في مجال السلام والأمن.
ليا بارودي، شريكة مؤسِسَة والمنسقة العامة لمنظمة مارش لبنان March Lebanon
السيدة جوانا هواري بورجيلي، مؤسِسة ومديرة المركز المهني للوساطة في جامعة القديس يوسف في بيروت / مؤسِسة ورئيسة جمعية "وسطاء بلا حدود" في لبنان.
جوستين أبي سعد، وسيطة ومدرّبة وممارِسة في مجال تحويل مسار النزاعات وبناء السلام؛ مديرة برنامج خدمة السلام المدني - المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي GIZ