مواجهة التحدّي

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 01 آب 19 0 دقائق للقراءة
مواجهة التحدّي
من الغريب أنه عند التطرّق إلى موضوع يتعلّق بوضع المرأة، لا يزال هناك رجال في لبنان في بداية القرن الحادي والعشرين يشعرون بأنهم ملزمون برسم ابتسامة ساخرة، ملمّحين إلى أنه هناك قضايا أكثر أهمية لمناقشتها. ردّ فعل ذكوري بعض الشيء، بقايا تقليد شرقي متعنّـت لحصر المرأة في دورها كأم وزوجة في المنزل، محبّة ومطيعة.
 بطبيعة الحال، هذا الموقف لم يعد يظهر اليوم بشكل فظّ وفاضح كما كان في زمن النظام الأبوي المطلق، عندما كان الأب أو الزوج أو الأخ يقرّر كل شيء ويطالب جميع أفراد الأسرة بالطاعة والخضوع. ويتجلّى تردّد بعض الرجال تجاه تحرير المرأة بطريقة مبطّنة أكثر، مثل إجبار الزوجة المستقبلية على التخلّي عن كل حياة مهنيّة لتكريس نفسها للمنزل؛ ومنح مرشحة للعمل في شركة راتباً أقلّ مقابل عمل مساوٍ لزملائها الرجال؛ وقبول على مضض التكافؤ في المسؤوليات الإدارية أو السياسية، ثم اللعب على الأرقام وإفراغ المفهوم من محتواه...

ومع ذلك، فمن السهل أن نرى اليوم، مع تطوّر التعليم، وخصوصاً في المدن الكبيرة، أنّ المرأة اللبنانية أصبحت ممثّلة بشكل متزايد في الحياة المهنية، وصولاً إلى المراتب العليا في المجتمعات والجامعات والمهن الحرة. وقد حقّقت العديد من النساء الاستقلال المالي، ونتيجة لذلك، لم يعدن بحاجة إلى التشبّث بالأب أو الزوج لكي يأخذن مكانتهن في المجتمع.

غير أنّه ليس من الإنصاف لوم الرجال فقط على بطء اكتساب المرأة لحقوقها. إذ أنّ بعض النساء راضيات بوضعهنّ، ويستبعدن مسبقاً أيّ تحدّ "للسلطة" الأبويّة. والأمر يعود إلى هؤلاء النساء بالتحديد في مواجهة تحدّي التحرّر من وصاية الرجل، وذلك بلطف وإنسانية بالطبع، ولكن مع جرعة جيّدة من الحزم.

A+
A-
share
أنظر أيضا
16 أيلول 2020
16 أيلول 2020
16 أيلول 2020
16 أيلول 2020
أحدث فيديو
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
10 كانون الأول 2024 بقلم زهراء عياد، صحافية
10 كانون الأول 2024
بقلم زهراء عياد، صحافية
07 كانون الأول 2024 بقلم نايا فجلون، صحافية
07 كانون الأول 2024
بقلم نايا فجلون، صحافية
تحميل المزيد