إن هؤلاء الشباب هم ثروة لبنان الأثمن، ولا شك في أنهم سيضطلعون بدور هام في بناء بيئة سلمية للأجيال القادمة. إنما ليتمكنوا من النهوض بالتغيير، هم بحاجة إلى سبل للتعبير عن رغباتهم والمظالم التي يتعرضون لها.
في هذا العدد من الملحق الذي يصدر عن مشروع «بناء السلام في لبنان» التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبتمويل من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، أصغينا إليهم، وجمعنا مزيجاً غنياً من الموضوعات التي تشغل الشباب اللبناني وتلهمهم. غير أن هذا العدد من الملحق لا ينحصر بالشباب اللبناني وحسب، بل يتناول أيضاً الشباب السوري والفلسطيني المقيم في لبنان. فالمقالات هنا تستكشف القيم والتحديات والمخاوف والتطلعات وقصص النجاح، وتظهر العديد من القواسم المشتركة بين الشباب من مختلف الجنسيات.
نحن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى الاستثمار في الشباب اللبناني، لإشراكهم وتمكينهم، وللعمل معهم والإصغاء إليهم، للإقرار بجهودهم وتقديرها، فمن خلال ذلك سيتمكنون من القيام بدورهم كاملاً في بناء لبنان أكثر قوةً وشمولية. فإذا حظوا بالدعم المناسب، يستطيعون بناء السلام، وتعزيز المصالحة، وتحقيق الحكم الديمقراطي!