غريب هذا العالم. العِلم يكتشف. التكنولوجيا تنتشر. المعارف تّتسع. الطب يطيل الأعمار. ثورة في عالم الاتصالات. الكرة الأرضية قرية كونية. التعليم تحريض على العقلانية. الإعلام ييسِّرُ التبادل بسرعة مذهلة... ومع ذلك، فإن العنف ضيف في أصقاع الدنيا، الفقر ينبذ أكثر من مليار بشري، الحروب توسع مساحات المقابر الجماعية، تجعل من العالم جحيماً، تصدِّر اللاجئين إلى المنافي البعيدة...
يحدث ذلك والحزن يوسّع مطارحه في الصدور. هو الكفيل بتحديد الشرط الأخلاقي للإنسان. فائض الحزن، دلالة على ضآلة الضمير والقيم والأخلاق لدى المرتكبين، وتعبير عن أصالة الروح لدى من يدفعون إلى مرارة التشرّد.
السلام، شرط من شروط الحياة. لا يبدو أنه قادم إلى المشرق. العنف يتكرَّر بلا توقف. له قدرة على الانتقال كعدوى. يدفعه إلى الارتكاب، تعصب ديني، عرقي، مذهبي. تسبّبه سلطات قمعيّة ومنظمات إرهابية وتغاض دولي.
إن عالماً فاقداً لقيم المساواة والعدالة والحرية والكرامة، هو عالم يتدرب على القسوة والصلف والسقوط الإنساني. عار كبير هذا العنف. فشل واضح للمؤسسات الدولية وأنظمة الحكم السائدة. بانتظار زمن آخر، لا بد من الإصرار على اعتبار السلام هدفاً إنسانياً نبيلاً، يستحق النضال من أجله. يستحق النضال، ولو فشلت المحاولات. سلالة العنف يجب أن تتوقف في زمن ما.
فليكن السلام تحيتنا الدائمة: «والسلام عليكم».