يوميّات‭ ‬مزارعين‭ ‬سوريين

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 01 أيلول 16 0 دقائق للقراءة
على‭ ‬امتداد‭ ‬مساحات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬في‭ ‬سهول‭ ‬البقاع،‭ ‬نشاهد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفلاحين‭ ‬المنهمكين‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأراضي‭. ‬هؤلاء‭ ‬الفلاحون‭ ‬معظمهم‭ ‬سوريون‭ ‬هجّرتهم‭ ‬الحرب‭ ‬الطاحنة‭ ‬من‭ ‬بلدهم‭. ‬
لا‭ ‬نصدف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفلاحين‭ ‬اللبنانيين،‭ ‬فاليد‭ ‬العاملة‭ ‬اللبنانية‭ ‬ترفض‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬بسبب‭ ‬تدنّي‭ ‬الأجور‭ ‬وقساوة‭ ‬العمل‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬سياسات‭ ‬حكومية‭ ‬جديّة‭ ‬لدعم‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭.‬

‮«‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬كنا‭ ‬نعمل‭ ‬بشكل‭ ‬موسمي‭ ‬في‭ ‬زراعة‭ ‬الأراضي‭ ‬في‭ ‬البقاع،‭ ‬هذه‭ ‬الأراضي‭ ‬كنّا‭ ‬نزرعها‭ ‬قبل‭ ‬الحرب‭ ‬ولم‭ ‬نكن‭ ‬لاجئين‭ ‬حينها‭ . ‬نعاني‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬معيشية‭ ‬صعبة‭ ‬ومن‭ ‬تدني‭ ‬الأجور‭ ‬والمعاملة‭ ‬السيئة‭ ‬والاستغلال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المتحكمين‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‮»‬‭.‬‮ ‬
يقول‭ ‬كريم،‭ ‬27‭ ‬عاماً،‭ ‬وهو‭ ‬فلاح‭ ‬سوري‭ ‬هرب‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬ويعمل‭ ‬في‭ ‬فلاحة‭ ‬الأرض‭.‬
تعمل‭ ‬المرأة‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬زراعة‭ ‬الأراضي،‭ ‬بسبب‭ ‬حاجة‭ ‬هذه‭ ‬العائلات‭ ‬الى‭ ‬الدخل‭ ‬المادي‭. ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬لجوء‭ ‬هذه‭ ‬العوائل‭ ‬الى‭ ‬خارج‭ ‬سورية‭ ‬وتحديداً‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬زادت‭ ‬ظروف‭ ‬العمل‭ ‬صعوبة‭ ‬على‭ ‬المرأة‭. ‬آلاء،‭ ‬إحدى‭ ‬تلك‭ ‬النساء‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬الفلاحة‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬أعمل‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬السادسة‭ ‬صباحاً‭ ‬وأعود‭ ‬الساعة‭ ‬السابعة‭ ‬مساء،‭ ‬نضطر‭ ‬الى‭ ‬البقاء‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الساعات‭ ‬الطويلة‭ ‬لنستطيع‭ ‬ان‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬الشتاء‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬غير‭ ‬برد‭ ‬وقعدة‭. ‬نقوم‭ ‬بتعشيب‭ ‬الأرض‭ ‬وزراعة‭ ‬الخضروات‭ ‬والفواكه‭ ‬وما‭ ‬توفر‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬عمل‭. ‬الاجر‭ ‬اليومي‭ ‬لكل‭ ‬هذه‭ ‬الساعات‭ ‬هو‭ ‬8000‭ ‬ل‭.‬ل،‭ ‬ولكن‭ ‬الشاويش‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬عملنا‭ ‬يأخذ‭ ‬2000‭ ‬ليرة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬فلاح،‭ ‬فنحصل‭ ‬على‭ ‬6000‭ ‬ل‭.‬ل‭ ‬فقط‮»‬‭. ‬
آلاء،‭ ‬ستة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً،‭ ‬من‭ ‬ريف‭ ‬حلب‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭. ‬قصف‭ ‬بيتها‭ ‬وتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬ركام،‭ ‬تعيش‭ ‬مع‭ ‬عائلتها‭ ‬التي‭ ‬يصل‭ ‬تعدادها‭ ‬الى‭ ‬11‭ ‬شخصاً‭ ‬في‭ ‬خيمة‭ ‬صغيرة‭. ‬تقول‭: ‬‮«‬سأتزوج‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬المقبل،‭ ‬أحلم‭ ‬ببيت‭ ‬جيد‭ ‬وحياة‭ ‬كريمة‭ ‬وأحلم‭ ‬بزيارة‭ ‬الشام‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬أزرها‭ ‬من‭ ‬قبل‮»‬‭.‬
ظروف‭ ‬الحرب‭ ‬القاسية‭ ‬واللجوء‭ ‬أثرا‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬الزراعة،‭ ‬حيث‭ ‬يشارك‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬زراعة‭ ‬هذه‭ ‬الاراضي‭. ‬مصطفى،‭ ‬11‭ ‬عاماً،‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬أيضاً‭ ‬مع‭ ‬عائلته‭.‬
‮«‬لا‭ ‬أذكر‭ ‬حلب‭ ‬كثيراً،‭ ‬أعرف‭ ‬لبنان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حلب‭. ‬لم‭ ‬أذهب‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬الى‭ ‬المدرسة،‭ ‬ولا‭ ‬أعرف‭ ‬القراءة‭ ‬و‭ ‬الكتابة‭. ‬أعرف‭ ‬كتابة‭ (‬الو‭) ‬على‭ ‬‮«‬الواتس‭ ‬اب‮»‬‭. ‬أحب‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬وأنا‭ ‬سعيد‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬لدي‭ ‬أصدقاء‭ ‬لبنانيون‭ ‬كثر‭. ‬أحب‭ ‬لبنان‭ ‬وسورية،‭ ‬وأرغب‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬بلدي‭.. ‬أحلم‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬لدي‭ ‬كل‭ ‬شيء‮»‬‭.‬
تعقّد‭ ‬المشهد‭ ‬في‭ ‬سورية‭ ‬وأمد‭ ‬الصراع‭ ‬الطويل‭ ‬القى‭ ‬بكاهله‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬السوريين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭. ‬وصغر‭ ‬حجم‭ ‬لبنان‭ ‬كدولة‭ ‬مضيفة‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬دعم‭ ‬حقيقي‭ ‬وخطة‭ ‬دولية‭ ‬واضحة،‭ ‬انعكس‭ ‬بشكل‭ ‬مزر‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬العمال‭ ‬السوريين‭.‬
يضيف‭ ‬كريم‭: ‬‮«‬اللبنانيون‭ ‬غير‭ ‬مرتاحين‭ ‬لوجودنا‭ ‬هنا‭ ‬رغم‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬ارض‭ ‬زراعية‭ ‬فُلحت‭ ‬او‭ ‬مجمّعات‭ ‬سكنية‭ ‬بُنيت‭ ‬إلاّ‭ ‬ويد‭ ‬عاملة‭ ‬سورية‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬بنائها‮»‬‭.‬
 
 
 
آلاء ر.، نازحة سورية من حلب تعرض منتجات حصدتها مع قريبتها أثناء عملهما في كرم للعنب في كفريا سهل البقاع
 
 
 
مصطفى، 11 عاماً، نازح سوري من حلب يحمل سلالاً خلال عمله في كرم للعنب
 
 
 
العنب الذي سيُستخدم لاحقاً لصناعة النبيذ
 
 
 
منظر عام لمزارعين سوريين نازحون يعملون في حصاد البندورة
 
 
 
فتاة سورية نازحة، 7 أعوام، تأكل حبة بندورة فيما تساعد عائلتها في حصاد البندورة
 
 
توضيب الفلفل
 
 
مزارعون سوريون نازحون يحصدون البندورة
 
 
 
مزارعات سوريات نازحات يعملن في السهل
 
 
نازحة سورية من حلب تعمل في حصاد البندورة
A+
A-
share
أيلول 2016
أحدث فيديو
أماني الخطيب: رحلة ناشطة ووسيطة محلية - تقرير عبير مرزوق
SalamWaKalam
أماني الخطيب: رحلة ناشطة ووسيطة محلية - تقرير عبير مرزوق
SalamWaKalam

أماني الخطيب: رحلة ناشطة ووسيطة محلية - تقرير عبير مرزوق

تشرين الثاني 04, 2024 بقلم عبير مرزوق، صحافية
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
04 تشرين الثاني 2024 بقلم عبير مرزوق، صحافية
04 تشرين الثاني 2024
بقلم عبير مرزوق، صحافية
تحميل المزيد