إنّي‭ ‬أكرهك‭ :‬بناء‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬لبنان

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 01 أيلول 16 6 دقائق للقراءة
‮«‬إنّي‭ ‬أكرهك‭.‬‮»‬ هو‭ ‬تصريح‭ ‬قويّ‭ ‬وعنوان‭ ‬لدراسة‭ ‬في‭ ‬385‭ ‬صفحة‭ ‬تستكشف‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬والطائفية‭ ‬في‭ ‬إعلام‭ ‬‮«‬الربيع‭ ‬العربي‮»‬‭. ‬هو‭ ‬أيضاً‭ ‬انعكاس‭ ‬لعدد‭ ‬لا‭ ‬يُحصى‭ ‬من‭ ‬بلايا‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬وصدر‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2014‭ ‬عن‭ ‬مركز‭ ‬حماية‭ ‬وحرية‭ ‬في‭ ‬عمان‭.‬
‮«‬في‭ ‬أزمة‭ ‬الربيع‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬إعطاء‭ ‬صكوك‭ ‬بالبراءة‭ ‬عن‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬تفشّي‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي،‭ ‬فالأكثرية‭ ‬متواطئة‭ ‬إما‭ ‬بممارستها‭ ‬أو‭ ‬بصمتها‭!‬‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬كتب‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬للمركز‭ ‬نضال‭ ‬منصور‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الكتاب‭ (‬صفحة‭ ‬8‭). ‬
وتتعمّق‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬المفاهيم‭ ‬الملتبَسة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والقوانين‭ ‬المحلية‭ ‬والدلالات‭ ‬اللغوية‭ ‬للكراهية‭ ‬ومفهوم‭ ‬الكراهية‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬المضامين‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تتعلّق‭ ‬بمفهوم‭ ‬الكراهية‭.‬
ثم‭ ‬تغوص‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬دراسات‭ ‬حالات‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجليّاته‭ ‬ضدّ‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين،‭ ‬إلاّ‭ ‬أن‭ ‬الدراسة‭ ‬هذه‭ ‬قد‭ ‬تنطبق‭ ‬على‭ ‬لبنان‭ ‬حيث‭ ‬الوضع‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬اختلافاً‭ ‬كبيراً‭ ‬عن‭ ‬الأردن‭.‬
يتبع‭ ‬ذلك‭ ‬قفزة‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ ‬2016‭ ‬الذي‭ ‬تسود‭ ‬فيه‭ ‬بيئة‭ ‬متزايدة‭ ‬العدائية‭ ‬تجاه‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬الفارين‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬الدموي‭ ‬الذي‭ ‬طال‭ ‬أمده‭ ‬في‭ ‬بلادهم‭ ‬إلى‭ ‬لبنان‭ ‬المجاور‭.‬
وهذا‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬منظمات‭ ‬مثال‭ ‬‮«‬مرصد‭ ‬العنصرية‮»‬‭ (‬مرجع‭ ‬تويتر‭ ‬Raclebanon@‭) ‬إلى‭ ‬توثيق‭ ‬حالات‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وغيرها‭ ‬في‭ ‬حقّ‭ ‬اللاجئين‭ ‬والنازحين‭ ‬السوريين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭.‬
وتفيض‭ ‬صفحة‭ ‬‮«‬مرصد‭ ‬العنصرية‮»‬‭ ‬على‭ ‬‮«‬الفايسبوك‮»‬‭ ‬بصور‭ ‬وفيديوهات‭ ‬ومشاركات‭ ‬عن‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬اللبنانيين‭ ‬على‭ ‬الوجود‭ ‬السوري‭ ‬المتزايد‭ ‬في‭ ‬لبنان‭.‬
أما‭ ‬مبرّرات‭ ‬كراهية‭ ‬الأجانب‭ ‬فهي‭ ‬وفيرة،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬الأشخاص‭ ‬المعنيّون،‭ ‬فيما‭ ‬يتأوّه‭ ‬لبنان‭ ‬واقتصاده‭ ‬وبنيته‭ ‬التحتية‭ ‬المتزعزعة‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬نحو‭ ‬1‭,‬5‭ ‬مليون‭ ‬سوري؛‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬يختلف‭ ‬بحسب‭ ‬الإحصاءات‭ ‬التي‭ ‬تختار‭ ‬أن‭ ‬تصدّقها‭.‬
وبحسب‭ ‬ما‭ ‬يبدو،‭ ‬فإن‭ ‬الحكومة‭ ‬ووكالات‭ ‬المعونة‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأرقام‭ ‬الدقيقة؛‭ ‬فأعداد‭ ‬لا‭ ‬تُحصى‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬والنازحين‭ ‬لا‭ ‬يتسجّلون‭ ‬عند‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬ولا‭ ‬تشملهم‭ ‬الأرقام‭ ‬الاستقصائيّة‭.‬
والقضية‭ ‬تتجاوز‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬والكهرباء‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬لتشمل‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬والتخلّص‭ ‬من‭ ‬القمامة‭ ‬والتنافس‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬والمخاوف‭ ‬الأمنية‭ ‬وارتفاع‭ ‬معدّل‭ ‬الجريمة‭ ‬الذي‭ ‬يعزوه‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬اللبنانيين‭ ‬إلى‭ ‬الوجود‭ ‬الأجنبي‭ ‬المتضخّم‭.‬
وقد‭ ‬فرض‭ ‬سكان‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬مختلفة‭ ‬حظر‭ ‬التجول‭ ‬ليلاً‭ ‬على‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬الأخطار‭ ‬التي‭ ‬يسبّبها‭ ‬‮«‬الغرباء‭ ‬الغزاة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬يسمّونهم‭.‬
ولجأ‭ ‬سكان‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬إلى‭ ‬التسلّح‭ ‬عقب‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬الاقتحام‭ ‬والسرقات‭ ‬والاعتداءات‭ ‬وحالات‭ ‬الاغتصاب‭ ‬والقتل‭.‬
ويعبّر‭ ‬اللبنانيّون‭ ‬عن‭ ‬قلق‭ ‬رئيسي‭ ‬آخر‭ ‬يتعلّق‭ ‬بنسبة‭ ‬الولادة‭ ‬عند‭ ‬السوريين‭ ‬والتي‭ ‬تميل‭ ‬إلى‭ ‬الارتفاع‭ ‬تماماً‭ ‬كتلك‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬عند‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬قبلهم،‭ ‬فالسوريون‭ ‬قد‭ ‬يتّخذون‭ ‬لبنان‭ ‬وطناً‭ ‬دائماً‭ ‬لهم‭ ‬ويتجنّسون‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭.‬
وهذا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يقوّض‭ ‬توازن‭ ‬المعادلة‭ ‬الهشّة‭ ‬أصلاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحويل‭ ‬لبنان‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مستودع‭ ‬لمهجّري‭ ‬الحروب‮»‬‭ ‬بحسب‭ ‬عنوان‭ ‬لصحيفة‭ ‬‮«‬الجمهورية‮»‬‭.‬
وقد‭ ‬دفع‭ ‬ذلك،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تراكم‭ ‬مخاوف‭ ‬أخرى،‭ ‬بالبطريرك‭ ‬الماروني‭ ‬مار‭ ‬بشارة‭ ‬بطرس‭ ‬الراعي‭ ‬إلى‭ ‬الدعوة‭ ‬لنقل‭ ‬السوريين‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬آمنة‭ ‬داخل‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬عامها‭ ‬الخامس‭.‬
‮«‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ثمّة‭ ‬تدبير‭ ‬آخر‭ ‬لإيجاد‭ ‬مناطق‭ ‬آمنة‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬سوريا‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬نقلت‭ ‬عنه‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الدايلي‭ ‬ستار‮»‬‭ ‬اللبنانية‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬باللغة‭ ‬الانكليزية‭.‬
وفي‭ ‬مشاركةٍ‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬مدوّنتها‭ (‬هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬موجودة‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭) ‬عَزَت‭ ‬ستيفاني‭ ‬مطر‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬إلى‭ ‬الأسباب‭ ‬التالية‭: ‬الثقافية‭ (‬المنتجات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬ذات‭ ‬الأسماء‭ ‬العنصرية‭)‬،‭ ‬والبيئة‭ ‬الاجتماعية‭ (‬العنصرية‭ ‬الفطرية‭)‬،‭ ‬والقانونية‭ (‬القوانين‭ ‬العنصرية‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬تعزّز‭ ‬كراهية‭ ‬النساء‭)‬،‭ ‬والخارجية‭ (‬انعكاس‭ ‬للمنطقة‭ ‬والدول‭ ‬المجاورة‭)‬،‭ ‬والمالية‭ (‬علاقة‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المقرّبة‭ ‬والمعتلّة‭ ‬بالسياسة‭)‬،‭ ‬ووسائط‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ (‬يستعمل‭ ‬السياسيّون‭ ‬وغيرهم‭ ‬وسائل‭ ‬تواصل‭ ‬مختلفة‭ ‬لانتقاد‭ ‬الإعلام‭).‬
وهنا‭ ‬تُطرح‭ ‬الأسئلة‭: ‬من‭ ‬يأتي‭ ‬أولاً،‭ ‬الدجاجة‭ ‬أم‭ ‬البيضة؟‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بالاستفزاز‭ ‬أولاً‭ ‬ليثير‭ ‬لاحقاً‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬عنيفة؟‭ ‬لماذا‭ ‬يُفتقد‭ ‬الخطاب‭ ‬العقلاني‭ ‬ولماذا‭ ‬يقلّ‭ ‬المنطق؟
ولا‭ ‬ينحصر‭ ‬الأمر‭ ‬بمجرّد‭ ‬غياب‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬الموثوقة‭ ‬والفعّالة‭ ‬مثال‭ ‬شغور‭ ‬منصب‭ ‬الرئاسة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عامين‭ ‬أو‭ ‬مستوى‭ ‬الفساد‭ ‬القياسي‭ ‬المتفشّي‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬أو‭ ‬تقارير‭ ‬العنف‭ ‬والاعتداءات‭ ‬المسلّحة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تشحّ،‭ ‬إنما‭ ‬يشمل‭ ‬أيضاً‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يعكسون‭ ‬بيئة‭ ‬بيوتهم‭ ‬وتربيتهم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تلقيمهم‭ ‬نظاماً‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬الدائمة‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬طبيعياً‭ ‬ومقبولاً‭.‬
ووفقاً‭ ‬لأستاذ‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬اللبنانية‭ ‬الدكتور‭ ‬نسيم‭ ‬الخوري،‭ ‬فإن‭ ‬حالات‭ ‬الاستفزاز‭ ‬والتحريض‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬وبخاصة‭ ‬المحطات‭ ‬الإذاعية،‭ ‬قد‭ ‬حوّلتها‭ ‬إلى‭ ‬منابر‭ ‬للشتم‭ ‬والتحقير‭ ‬وإثارة‭ ‬المخاوف‭ ‬والتعتيم‭ ‬على‭ ‬الحقائق‭.‬
وهذا‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬من‭ ‬بقايا‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ (‬1975-1990‭) ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬فقدان‭ ‬الذاكرة‭ ‬الجماعية‭ ‬والنكران‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬قبضته‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬اللبنانيين‭ ‬والذين‭ ‬لا‭ ‬ينفكون‭ ‬يتحدّثون‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬مجازياً‭ ‬لتلطيفه‭ ‬فيسمّونه‭ ‬‮«‬الأحداث‮»‬‭.‬
والحقيقة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الأكاديميين‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬يبدون‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬راغبين‭ ‬في‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬كتاب‭ ‬مدرسي‭ ‬موثوق‭ ‬يفصّل‭ ‬تاريخ‭ ‬لبنان‭ ‬المعاصر‭ ‬الذي‭ ‬تعيثه‭ ‬الصراعات،‭ ‬وهذا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬فعاليتهم‭ ‬وعجزهم‭ ‬الفكري‭.‬
وكانت‭ ‬الدكتورة‭ ‬غيتا‭ ‬حوراني،‭ ‬مديرة‭ ‬مركز‭ ‬دراسات‭ ‬الانتشار‭ ‬اللبناني‭ ‬والأستاذة‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬القانون‭ ‬والعلوم‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬اللويزة،‭ ‬قد‭ ‬حدّثتني‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬عن‭ ‬مساهمة‭ ‬تغطية‭ ‬الإعلامين‭ ‬اللبناني‭ ‬والأجنبي‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬صور‭ ‬نمطيّة‭ ‬عن‭ ‬اللاجئين‭ ‬ولبنان‭ ‬كالبلد‭ ‬المضيف‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬
وجاءت‭ ‬تعليقاتها‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬فصل‭ ‬كتبته‭ ‬عن‭ ‬لبنان‭ ‬في‭ ‬‮«‬قصص‭ ‬مؤثرة‭: ‬استعراض‭ ‬دولي‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬تغطية‭ ‬الإعلام‭ ‬للهجرة‮»‬،‭ ‬تفصّل‭ ‬فيه‭ ‬حالات‭ ‬من‭ ‬السلوك‭ ‬الصحافي‭ ‬الشائن‭.‬
فهل‭ ‬من‭ ‬ضوء‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬النفق؟
أوصت‭ ‬المدوّنة‭ ‬ستيفاني‭ ‬مطر‭ ‬في‭ ‬مدوّنتها‭ ‬بما‭ ‬يلي‭:‬
تحديث‭ ‬التشريعات‭ ‬غير‭ ‬الصالحة‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬قانون‭ ‬المطبوعات‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬لكي‭ ‬تحدّد‭ ‬وسائط‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المعايير‭ ‬الإنسانية‭.‬
نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لخلق‭ ‬الوعي‭ ‬عند‭ ‬المواطنين‭ ‬حول‭ ‬حقوقهم‭ ‬المتعلقة‭ ‬بوسائط‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وكل‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭.‬
فهم‭ ‬الثقافة‭ ‬الإنسانية‭ ‬القانونية‭ ‬الدولية‭.‬
على‭ ‬المجتمع‭ ‬الوطني‭ (‬اللبناني‭) ‬التصالح‭ ‬في‭ ‬داخله‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬يوصي‭ ‬مؤيدو‭ ‬‮«‬الصحافة‭ ‬البنّاءة‮»‬‭ ‬بما‭ ‬يلي‭:‬
توفير‭ ‬إطار‭ ‬للأنباء‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭.‬
التحلّي‭ ‬بمنظور‭ ‬مثمر‭ ‬حول‭ ‬المستقبل‭ ‬وحول‭ ‬قدرتنا‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭.‬
التمتع‭ ‬بحسّ‭ ‬النقد،‭ ‬إنما‭ ‬الابتعاد‭ ‬كلياً‭ ‬عن‭ ‬السخرية‭.‬
طرح‭ ‬أسئلة‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ (‬الحكومة‭ ‬والمسؤولين‭)‬،‭ ‬المعروفين‭ ‬بالضحايا‭ ‬والخبراء،‭ ‬استفساراً‭ ‬عن‭ ‬الموارد‭ ‬والتعاون‭ ‬والحلول‭ ‬لقضايا‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬اجتماعية‭ ‬خاصة‭.‬
استعمال‭ ‬التصاميم‭ ‬الغرافيكيّة‭ ‬للبيانات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المرئيات‭ ‬لشرح‭ ‬الأنباء،‭ ‬نظراً‭ ‬الى‭ ‬تشتت‭ ‬انتباه‭ ‬الناس‭.‬
إشراك‭ ‬الجمهور‭ ‬وتمكينه،‭ ‬والخلق‭ ‬المشترك‭ ‬معه‭.‬
وقد‭ ‬يستفيد‭ ‬الصحافيون‭ ‬الذين‭ ‬يغطون‭ ‬قصة‭ ‬اللجوء‭ ‬والهجرة‭ ‬من‭ ‬قراءة‭ ‬‮«‬مبادئ‭ ‬توجيهية‭ ‬لتطبيق‭ ‬ميثاق‭ ‬روما‭: ‬أداة‭ ‬عمل‭ ‬لتغطية‭ ‬إعلامية‭ ‬دقيقة‭ ‬للهجرة‭ ‬واللجوء‮»‬‭.‬
وفي‭ ‬مفارقة‭ ‬غريبة،‭ ‬أصبحت‭ ‬حنان‭ ‬الحروب،‭ ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬اسم‭ ‬عائلتها،‭ ‬وهي‭ ‬أم‭ ‬فلسطينية‭ ‬ومعلمة‭ ‬تدرّس‭ ‬في‭ ‬البيرة،‭ ‬رمزاً‭ ‬للمسامحة‭. ‬وقد‭ ‬فازت‭ ‬بجائزة‭ ‬‮«‬أفضل‭ ‬معلّم‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭ ‬للعام‭ ‬2016‭ ‬لمنهج‭ ‬تعليمها‭ ‬السلمي‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وآلة‭ ‬الحرب‭ ‬المرعبة‭ ‬التي‭ ‬يملكها‭.‬
وأطلقت‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬سيفر‭ ‬ورلد‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬الصراع‭ ‬العنيف‭ ‬وبناء‭ ‬حياة‭ ‬أكثر‭ ‬أمناً،‭ ‬حملة‭ ‬لتعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والتعايش‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وهو‭ ‬بلد‭ ‬آخر‭ ‬يبتلي‭ ‬بالصراع‭.‬
وتشمل‭ ‬مبادرتها‭ ‬شريط‭ ‬فيديو‭ ‬عنوانه‭ ‬‮«‬لنتعايش‮»‬،‭ ‬وأعلنت‭ ‬في‭ ‬آب‭ ‬2016‭ ‬أنها‭ ‬ستنظم‭ ‬دورة‭ ‬دراسية‭ ‬عن‭ ‬بعدٍ‭ ‬حول‭ ‬بناء‭ ‬السلام‭ ‬لنشطاء‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬الواتساب‮»‬‭ ‬الرائج‭ ‬للهاتف‭ ‬المحمول‭.‬
كما‭ ‬نشرت‭ ‬مقالات‭ ‬موجزة‭ ‬مفيدة‭ ‬عنوانها‭ ‬‮«‬أزمة‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين‭: ‬فهم‭ ‬التوترات‭ ‬والصراعات‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬ولبنان‭ ‬وتركيا‭ ‬والاستجابة‭ ‬لها‮»‬‭. ‬فهذه‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬تستضيف‭ ‬الأعداد‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬السوريين‭ ‬الفارين‭ ‬من‭ ‬الحرب‭.‬
تشكّل‭ ‬الجهود‭ ‬المتضافرة‭ ‬لتعزيز‭ ‬التربية‭ ‬الإعلامية‭ ‬عنصراً‭ ‬رئيسياً‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬التطرّف‭ ‬والجهل‭. ‬وقد‭ ‬دعوت‭ ‬إليها‭ (‬ومارستها‭) ‬لنحو‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭.‬
تكثر‭ ‬السبل‭ ‬المقدامة‭ ‬والمبتكرة‭ ‬لمواجهة‭ ‬العنف‭ ‬وخطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬وكراهية‭ ‬الأجانب‭ ‬والعنصرية‭ ‬والبلايا‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬لبنان‭. ‬فالأشخاص‭ ‬ذوو‭ ‬النوايا‭ ‬الحسنة‭ ‬يعملون‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬لعكس‭ ‬هذه‭ ‬التجليات،‭ ‬أو‭ ‬إبطائها‭.‬
ولكن‭ ‬هذه‭ ‬مهمة‭ ‬شاقة‭ ‬تتطلّب‭ ‬تعاون‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والمثابرة‭ ‬والمشاركة‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات،‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬أفضل‭ ‬الحلول‭ ‬أبسطها‭.‬
 
A+
A-
share
أيلول 2016
أنظر أيضا
07 أيار 2020 بقلم نور المللي، منسق إعلامي لمختبر"شّدة" الإعلامي
07 أيار 2020
بقلم نور المللي، منسق إعلامي لمختبر"شّدة" الإعلامي
16 أيلول 2020 بقلم محمود غريل، صحافي ومدرّب في التحقق من الأخبار
16 أيلول 2020
بقلم محمود غريل، صحافي ومدرّب في التحقق من الأخبار
07 أيار 2020 بقلم كريم شهيب، صحافي
07 أيار 2020
بقلم كريم شهيب، صحافي
أحدث فيديو
أماني الخطيب: رحلة ناشطة ووسيطة محلية - تقرير عبير مرزوق
SalamWaKalam
أماني الخطيب: رحلة ناشطة ووسيطة محلية - تقرير عبير مرزوق
SalamWaKalam

أماني الخطيب: رحلة ناشطة ووسيطة محلية - تقرير عبير مرزوق

تشرين الثاني 04, 2024 بقلم عبير مرزوق، صحافية
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
04 تشرين الثاني 2024 بقلم عبير مرزوق، صحافية
04 تشرين الثاني 2024
بقلم عبير مرزوق، صحافية
تحميل المزيد