من هنا يصبح تصحيح المفاهيم والتعابير مدخلاً الى توضيح مسار العلاقة، وتحديد الواجبات والحقوق، ويصبح وجود السوري في لبنان لجوءاً وليس نزوحاً من منطقة الى اخرى داخل الوطن الواحد، وبالتالي تتبدل طبيعة الحقوق، ويصبح حق العودة طبيعياً ولو طال زمن تحققه، تماماً كما يحصل مع اللاجئين الفلسطينيين.
لكن الواقع اننا والشعب السوري واحد في المصيبة. الحرب اللعينة تجمعنا. الحرب الاهلية او حرب الآخرين على ارضنا، تلك التي خبرناها 15 سنة ولم نخرج منها بعد. لا نزال نعاني من آثارها الى اليوم لأننا لم ننقّ الذاكرة ولم نتصالح بالمفهوم الحقيقي لكلمة المصالحة. طوينا الصفحة على زغل. لذا فان شبح الحرب ينتظرنا على المفارق، ويطل برأسه امام كل منعطف.
والسوريون اليوم ليسوا افضل حالاً. يحاولون ومعهم بعض المجتمع الدولي، ايجاد تسوية ما، ستكون سياسية على الارجح، وليست عسكرية. كل فريق منهم يميل الى الحسم. تراهم لا يتعلّمون من تجربة البلد الاقرب اليهم. لبنان الذي انهى 15 سنة من الحرب من دون حسم، ولم يتمكن من بناء سلام حقيقي الى اليوم.
على المواطنين السوريين، في سوريا ام في لبنان، ان يدركوا جيداً ان مصيرهم واحد، فاذا ضاع وطنهم ضاعوا، واذا اساؤوا الى مضيفيهم في لبنان راكموا العداء، وحوّلوا اقامتهم جحيماً بدل ان تكون ضيافة حقيقية وفرصة لتمتين العلاقات الاخوية بين شعبين.