ها هو موسم الأعياد يحلّ مجدداً، وهو بالنسبة إلى الكثير من اللبنانيين مناسبة للإسراف في الطعام والشراب والاحتفال، سواء كان ذلك في المنزل أم في الخارج. وفي هذه الأيام القليلة تنفد الهدايا عن الرفوف ويسود جو من الفرح. في الواقع، إن موسم الأعياد يمنح الكثير من الأشخاص فسحةً للاستراحة من الأسى المحيط بهم في بلد ليس فيه ما يبعث كثيراً على السعادة، ولكنه قد يبعد كثيرين عن فعل الخير.
لقد أثّرت أزمة اللاجئين السوريين علينا جميعاً في لبنان، وأدت إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية كبيرة، في حين أن المساعدات المالية المخصصة لهذا البلد كي يتحمّل عبء استضافة نحو 1.5 مليون لاجئ سوري، مع أنهم مرحب بهم، تعاني من نقص حاد.
غنيٌّ عن القول أن على المجتمع الدولي القيام بالمزيد من الجهود في هذا المجال، وينطبق هذا الأمر على المنظمات غير الحكومية المحلية. وأيضاً على كل مواطن لبناني تقديم المزيد من العطاءات لهؤلاء اللاجئين الذين لم يأتوا إلى لبنان بمحض إرادتهم، لأنهم يستحقون العيش بكرامة إلى حين تسنح لهم الفرصة للعودة إلى بلادهم.
مع اقتراب فصل الشتاء وما يحمل معه من برد وأمطار، لندع موسم العطاء هذا يبرز الجانب الأفضل فينا جميعاً. ولنتخلّ عن الإسراف، ونبدأ، عوضاً عن ذلك، بالتبرع للّاجئين. بالطبع، المساعدات المالية هي الأساس ولكن المساعدات العينية مهمّة أيضاً وقد تشمل الملابس الدافئة والبطانيات والألعاب. أما إن كنتم غير قادرين على التبرع، فإن كلمة لطيفة، أو صلاة صادقة، أو تفكير محب نحو اللاجئين من شأنه أن يحدث فرقاً في واقع حياتهم اليومية.
لننشر البهجة والفرح في هذا الميلاد.