وقد عملت «فرح العطاء» منذ إندلاع الحرب اللبنانية على تجاوز المعابر الجغرافية ما بين المناطق، والنفسية ما بين مواطنين أجبرتهم قوى الأمر الواقع على الافتراق. واذكر انها نظّمت مخيماً لألف شاب وشابة في البقاع أتوا من كل المناطق، واخترق المشاركون (اختراق سلمي منظم) المنطقة المسمّاة آنذاك الشريط الحدودي باعتبارها أرضاً لبنانية يجب الا تستثنى من الجولة على المناطق، وامضى المشاركون ليلتهم لدى الأهالي ومع العائلات. وكان مبيتي ليلتها عند عائلة شيعيّة في بنت جبيل ولقينا حُسن الضيافة والاستقبال.
«فرح العطاء» بنشاطها الدائم، خصوصاً في ذكرى الحرب اللبنانية، تركز على مصالحة البشر قبل الحجر، وهكذا فعلت في العراق. وربما تتوسّع إلى دول اخرى في منطقة غارقة في الحروب الأخوية.
يأخذني هذا الكلام إلى معاناة اللاجئين السوريين، وملف عودتهم، الآمنة والطوعية والدائمة أو الموقتة، وما اليها من عبارات تحوّل هؤلاء سلعة ما بين الأمم والحسابات السياسية، لأن العودة بالنسبة إليهم هي استعادة أرضهم ومنازلهم واسترجاع هذه الحقوق مع ما يجب أن يرافقها من حقوق أخرى إنسانية وإجتماعية وسياسية ودينية وغيرها. عندها تصبح كل العبارات السابقة بلا معنى، لأننا جميعاً اختبرنا الحرب والتهجير، ونعرف قيمة استرجاع الأرض والعرض.