دور التربية في بناء السلام

salam wa kalam website logo
trending شائع
نشر في 01 أيار 19 0 دقائق للقراءة
دور التربية في بناء السلام
كاليغرافيتي لـ «أشكمان»
إن بناء السلام وتعميم قيم التسامح ومبادئ العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع ومكوّناته ليست مجرّد غاية سامية، بل هي مسيرة شاقة تتطلّب إرساء أسلوب حياة يقوم على احترام حقوق الإنسان وحرياته وكرامته، وجعلها الغاية التي لا تطالها أي ممارسات غير منضبطة. فصنع السلام هو مسؤولية وطنية إنسانية، وهدف يجب السعي دائماً إلى تحقيقه وإرساء دعائمه في عالم عانى ولا يزال يعاني من ويلات ومأساة صناعة الحرب والدمار، ونشر ثقافة الكراهية والتمييز والإقصاء.
وللتربية دور أساسي ومحوري في صنع السلام وإنهاء حالة الاحتراب والفوضى ومظاهر العنف... ولها أيضاً دور أساسي في تعزيز ثقافة حل الإختلافات بوسائل سلمية وإنسانية، وهذا الأمر يتطلب وجود مناهج عصرية لتدريس تحدّيات تحقيق السلام، وتطوير المهارات اللاعنفيّة، وتعزيز المواقف السلميّة.
ولأن الحروب تولد في العقل البشري فإن دور التربية في صنع السلام وإرساء دعائمه لا يقتصر على المدرسة والجامعة، بل هو عمل مشترك ما بين الأهل والمربين والمعلمين. من هنا أهمية التربية التي تؤدي دوراً أساسياً في تغيير العقليّة باتجاه ضبط العوامل النفسيّة التي تدعم العنف، وفي تفكيك الأحكام المسبقة، وفي تفعيل الحوار وتعزيز الاحترام المتبادل وبناء الجسور بين الفوارق.
وضمن هذا الإطار إن مساهمة التربية في بناء السلام المنشود يكون من خلال وضع المناهج التربوية الحديثة العصرية القادرة عبر التعليم الأساسي وأيضاً الجامعي على الإسهام في إرساء المفاهيم التالية:
- إشاعة مفهوم ثقافة السلام، ونبذ العنف على الصعيد الاجتماعي بمختلف الطرق والوسائل.
- إشاعة مفاهيم التسامح، والتركيز على أحكام السلم والسلام من منطلق أن الاختلاف والتعدّد والتنوع بكل أشكاله هو مصدر غنى للحياة الإنسانية.
- التركيز على ترسيخ ثقافة احترام حقوق الإنسان وحرياته التي تكفلت بضمانها الشرائع السماوية جميعاً، والمواثيق الدولية، والنصوص القانونية الوطنية في جميع الظروف.
- أهمية المساواة بين الجميع، وعدم التمييز لأي سبب كان بين الرجال والنساء، أو بين الأفراد بمختلف الإنتماءات.
- ترسيخ مبادئ الديمقراطية وقيم التداول السلمي للسلطة، والابتعاد عن الخطاب المتشنج وأي سلوكيات وممارسات عنصرية.
إن تحقيق ما تقدم، يتطلّب شراكة حقيقية بين الجهات الفاعلة الرسمية والإجتماعية للسير قدماً نحو آفاق إنسانية واعدة يكون فيها للتربية الدور الفاعل في ترسيخ ثقافة قبول التنوع، وحل الاختلاف بوسائل الحوار وبكل الطرق الإنسانية التي تضمن احترام حق الإختلاف وتنظمه ضمن الإطار الذي يحفظ السلم والسلام على نحو ثابت ومستدام.
A+
A-
share
أيار 2019
أنظر أيضا
09 كانون الأول 2020
09 كانون الأول 2020
17 أيلول 2020
17 أيلول 2020
07 أيار 2020
07 أيار 2020
أحدث فيديو
الأكثر مشاهدة هذا الشهر
10 كانون الأول 2024 بقلم زهراء عياد، صحافية
10 كانون الأول 2024
بقلم زهراء عياد، صحافية
07 كانون الأول 2024 بقلم نايا فجلون، صحافية
07 كانون الأول 2024
بقلم نايا فجلون، صحافية
تحميل المزيد